بعد تحرير الكويت من عدوان صدام حسين وبداية تدهور أوضاع دولة العراق.. وكانت من قبل إحدى أكبر وأغنى الدول العربية.. وحين بدأ أهل العراق يتحدثون بشيء من الحرية.. سئلوا عن نوع الحكم الذي يتمنونه لبلادهم. فكان نظام الحكم السعودي هو خيار الأغلبية. ليس هذا بكلام أقوله دون سند.. وإنما هو حقيقة تناقلتها بعض وسائل الإعلام.. ولم تتناقله بعض آخر، حسداً من عند أنفسهم. وإني أجزم لو استفتيت شعوب العالم العربي كله لرغبت الأكثرية في أنموذج الحكم السعودي..
واليوم تقدم الأردن بطلب الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي وهناك حديث عن المغرب.
وهذا لعمري شهادة أخرى واشارة لا يستهان بها إلى أن تجربة الحكم في دول المجلس ناجحة.
وسواء تم انضمام الدولتين الشقيقتين إلى المجلس أم لم يتم فإني أشارك الكثير من مواطني مجلس التعاون التأكيد على أهمية تركيز المجلس على خططه في تقوية أواصر القربى والتعاون بين مواطنيه واستكمال ما بدأه من برامج والتعجيل في إنجاز السياسات الاقتصادية والاجتماعية وفي مقدمتها فتح الحدود وحرية الحركة والتنقل والاستثمار وتملك العقار وتوحيد المواصفات والمقاييس المختلفة وإلغاء الحواجز الجمركية، وإنجاز الوحدة النقدية، وتوحيد قوانين العمل وغيرها من الأنظمة والقوانين التي تعجل بدمج شعوب المجلس بعضها ببعض من جميع النواحي، وأن تعمل الحكومات على اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتقوية المجلس ككيان مشترك سياسياً ودفاعياً وأمنياً.. إن الوقت من ذهب.. وإن طول الانتظار يفضي إلى اليأس.
مع بداية عام 2011م خرجت بعض شعوب الدول العربية تطالب بحقوق مستلبة أو تنادي بإصلاحات تعجل بإنجازات سئمت الشعوب طول انتظارها.. وبعضها طالب بالقضاء كلية على النظام القائم.
تعاملت الحكومات الجمهورية مع شعوبها بالحديد والنار. وسالت الدماء.. والدم يغذي الدم..
وتعاملت الحكومات الملكية مع شعوبها بما هو متأصل فيها من حكمة وخبرة تراكمت جيلا بعد جيل وكانت قمة الحكمة في المملكة العربية السعودية.. حين تحولت جمعة الفتنة إلى جمعة الخير والتلاحم والوفاء..
شهد العالم أجمع ما حظي به خادم الحرمين الشريفين - أدام الله عزه - من استقبال فريد واستثنائي في صدقه وعفويته وروعته.. حيث كانت قلوب السعوديين كلهم.. كبيرهم وصغيرهم.. رجالا ونساء.. تنبض بحب هذا الرجل القائد.. الأب الرؤوم.. والحارس الأمين.. والقائد الحازم الحكيم.
حين أظلمت السماء.. واشتعلت النيران من حولنا يمنة ويسره، شمالاً وجنوباً.. واشرأبت أعناق الحقد والخبث والحسد وحشدت اقلامها وحناجرها وكاميراتها متطلعة لأن ترقص رقصات التشفي على جثاميننا.. ساعتها تطلعنا هنا وهناك
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
فأطل علينا بدرنا.. جاءنا أبو متعب.. عاد الينا مسرعاً وهو لم يستكمل علاجه بعد.. وقف مع إخوته وقفة القوي الحكيم.. فوأدت الفتنة في مهدها وذر رمادها في عيون الحاقدين الحاسدين.. وتحولت ظلمتنا نوراً.. وخوفنا أمناً.. ونارنا برداً وسلاماً.. وصدق الله العظيم « وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى «.. « ومن يتق الله يجعل له مخرجاً «.
ولن أنس ما نسيت أنه كان في ضيافتي وزير الصحة الكندي سابقاً، وهو رجل صاحب مكانة علمية وسياسية في بلده.. وذلك بعد جمعة الخير بأربعة أيام.. فلما أن جاء الحديث عن ما هو جاري قال: لو لم أكن في المملكة هذه الأيام ولو لم أشهد بنفسي ما شاهدت لصعب علي فهم الرابطة القوية بين الشعب السعودي وملكه.. قلت وكيف استطعت أن تجزم بهذا الرأي.. قال: لقد لمسته من حديثي ومحاورتي لموظفي الفندق الذي أنزل به.. والمطاعم التي آكل بها ومن سائق التاكسي، ومن موظفي الخطوط السعودية وموظفي الدولة الذين اجتمعت بهم ومن رجال الأعمال الذين أتعامل معهم.. لقد كان هناك اجماع من مختلف الطبقات على الثقة بالحاكم، وأنني أشهد أن مشاعر الشعب تجاه الملك كانت جياشة وصادقة كل الصدق.
هذا كلام البروفيسور Philippe Couillard
(ومن رغب في التواصل معه فليتفضل ويطلب مني أرقامه)
نحن في المملكة العربية السعودية بالذات ودول مجلس التعاون عامة، وكما نرى.. نعيش في واحة خضراء ننعم بالأمن والأمان.. نتعلم من أخطائنا وأخطاء غيرنا ونحاول إصلاحها.. لا ندعي العصمة والكمال سواء حكاماً أو محكومين، بل نعلم ونقر بأننا بشر نخطئ ونصيب. ولكن النوايا سليمة. بلادنا بفضل الله تعالى كلها خيرات.. وأعداد المتعلمين تتضاعف والوعي يرتفع والنقد الصادق الهادف مقبول وصحفنا اليومية شاهد على ذلك.. وما دمنا مخلصين لعقيدتنا متمسكين بشرع الله سبحانه وتعالى نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.. وأعداد مساجدنا في ازدياد.. وأعداد حفظة كتاب الله في ازدياد.. وأعداد الجمعيات الخيرية في ازدياد. يوماً وراء يوم. فإننا نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن {وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}..
وللحديث بقية.