ظُلمة النفوس يكشف عنها لهب الاختلاف..
تجنب وأنت ترمي خصمك ألا تصيب من في المرمى بينكما.
القوة الحقيقية هي في التجاوز عن خطأ الآخر في حقك ، عندما تكون القادر على الأخذ به.
زهرة في الشجرة، تنسيك عشرات الأشواك فيها.
هذا لكم، أما ما هو لي فأقول:
كتب « باحث عن الحقيقة» يقول: (أعرف من متابعتي لما تكتبين أنك نادرا ما تتعرضين للموضوعات المباشرة، وأستفيد دوما عندما أجعل لـ - ما هو آت - مجال حوار بيني وبين أبنائي، وطلابي في المدرسة، تقتصرين لي فيها مهمة تعليمي لهم القيم . وجزء مهما من رسالتنا التربوية تكمن في هدف « تنمية القيم «. لكن مع معرفتي منهج هذه الزاوية إلا أنني لا أريد أحدا غيرك أن يتناول الموضوع الذي سأطرحه هنا، وهو عن هذا التفاوت العجيب بين إيماننا بأمر، وتصرفنا على عكس هذا الإيمان، وعلى سبيل المثال أذكر وضع المرأة في بلادنا في الفترة الأخيرة، فالمرأة التي تعودت على الوقار في مظهرها ومخبرها، وفي حديثها وفعلها، قد تخلت ولا تزال تبذل كل مجهودها للتخلي عن سمات هذا الوقار، وتساعدها كل المحفزات من حولها على هذا التوجه، في السوق وفي التلفزيون وفي المطاعم وفي كثير من بيئات العمل مؤخرا، طيب كيف أقنع زوجتي وبناتي بأن المرأة المسلمة من حقها التعلم والعمل والاستقلالية في المال والقرار، والرغبات التي لا تمس كونها مسلمة، ولكن ليس من حقها السفور ولا الجلوس بجوار الرجل فوق طاولة نقاش أو منابزة مساواة ؟ والله الخالق العظيم قد جعل القوامة للرجل؟ وهؤلاء النسوة الناشطات في كل مكان ومجال لا يتورعن عن إزاحة الرجل من مكانه للجلوس فيه؟ ثم هذه الدعوات باسم حقوق الإنسان ومنها تحت خط عريض حقوق المرأة وقد خلطن بين الحق الذي منحهن الله الذي خلقهن وبين حق ليس لهن كالقوامة.؟ والعمل مع الرجال ؟ والظهور دون حجاب أو بحجاب هو عبارة عن زينة لافتة..حاسرات عن شعورهن صابغات وجوههن كاشفات عن سواعدهن مائلات مميلات ؟ ضاحكات متغنجات.؟ لقد درست شطرا من عمري في كلية الشريعة ثم أصبت بحادث لم يمكنني من مواصلة التعلم فسعيت على نفسي بالقراءة من أجل أن أعيش معلما في المرحلة الابتدائية ، ورزقني الله خمس بنات وابنا واحدا وهن في عمر لا يستطعن تصديق إلا ما يرين، وأشعر أننا في حاجة لمناصحة لكننا فاشلون مع هذا التيار شديد التدفق. فهل عند أصحاب القلم الحل..؟).
ويا (باحث عن الحقيقة) وأنت تقولها، إن عدت لقوائم مقالات هذه الزاوية ستجدني قد تحدثت عن منبع النور، وملهم الحق، ومنهج الصواب، وقدوة السلوك، وضابط الفعل والقول، ومؤسس اليقين، ومنبت الطريق، ومقيم البوصلة، قدوة البشرية بتوجيه الذي خلق ولم يترك الإنسان منفردا دون هدى، فأرسله للخلق كلهم, محمد ابن عبدالله رسول الله صلى الله عليه في الأولين والآخرين صلاة تليق بما أداه من الأمانة، وبلغه من الرسالة, وما جعله عليه من القدوة للبشرية، ضابطا في الاقتداء لأمة الإسلام رجالها ونساءها، إن اتبعوه ما استطاعوا نجوا، وإن خالفوه ما شاءوا فما كان لما، فالله نسأل يهديهم ويغفر لهم، وما كان قصدا، وتهاونا, وازدراء، وابتعادا، وخروجا فالله نسأل أن يلهمهم الصواب، ويقيهم مدارك الزلل، ويهيئهم بالهداية لأن ينهجوا نهجه عليه الصلاة والسلام، فالدنيا يا باحثا عن الحقيقة, هي في الحقيقة درب قصير، كلنا فيه خطَّاؤون، معرضون للزلل، والغفلة غير أننا ممنوحون فرص التوبة والأوبة،..
إني معك أفصل بين ما للمرأة من حقوق، وما عليها من الالتزام بواجبات ما خطه لها ربها في كتابه العظيم، وعن رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام, في مظهرها كما قلت، لعله تعالى أن ينير مخبرها...,
وهذا النهج لا يمنع ما هو لها من الحقوق، بمثل ما هو عليها من الواجبات..
إذ لابد لها أن تعيش بكرامة وحرية، لا يتسلط عليها رجل، ولا تتغافل عنها قوانين المجتمع.. فتمنح حقوقها الإنسانية كاملة، وتعطى فرصها للأمان النفسي، والذاتي، والمالي، وتتضح العلاقات بينها وبين الرجل في شأن الزواج، والطلاق، وفق حدودهما وقيودهما الشرعية، كذلك ما في شأن العمل والعلم، والقرار الشخصي الذي لا يمس غيرها بما في الشرع، وتوضع الضوابط لذلك، بحيث يتوفر بجوارها من يعي تلك الحقوق بحدودها وقيودها، ومطلقها وأحقيتها., فلا يتجاوز أحد على ما للآخر.
غير أن هذا ما يلوح بانفلات روابطه، وبتحليل حلقاته، وبانفراط عُقده، وسيخلو جيد المجتمع منه، إذ بدأنا نرى ما نرى..., فمن ركب الموجة فهو المتقدم المتحضر في النظر, ومن رأى غير ذلك زج في زمر المتخلفين.., المنغلقين..، وذهب من المقصيين..
فيا لها من حسرة، ويا لها من ضرورة لأن يعاد للنظر الفردي قدرته على التفكر والاتقاء, ومعينهما الخشية والتقوى، لتتضح الرؤية الأنقى، فيما بين المرء وذاته من امرأة، ورجل..
فالمكاسب الدنيوية قشور.., وقد وصفها الخالق سبحانه، بأنها «دار الغرور»..، وهي ليست الباقية على كل الأحوال.
هذا الموضوع بين أيدي القراء كما قدمه الباحث عن الحقيقة، ولعلكم أن تدلوا فيه بما لديكم إن شئتم.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص.ب 93855