حاولت قدر المستطاع أن أعرف المعلومة التي نتداولها جميعاً حين ننبه من ينسى بأنه يمتلك ذاكرة السمك، حصلت على النزر اليسير من المعلومات التي مؤداها أن الأسماك عموماً لا تتجاوز ذاكرتها الثلاث إلى سبع ثوانٍ وهي كارثة زهايميرية إن صح التعبير، بل إن هناك من يقول إن الأكثار من إطعام الأسماك بكميات كبيرة يتسبب في سرعة هلاكها لفقدانها الذاكرة، لا أعلم ماهو وجه الشبه بين المواطن وهذه الأسماك البريئة التي يزج بها في أحواض زجاجية تكشف سترها ليلاً ونهاراً رغم أنها كانت تجوب البحار والخلجان دون رقيب أو حسيب!! أقصد الأسماك ولا أعني المواطنين المستورين، هؤلاء الذين يتسمرون أمام الشاشات التي تفيض وطنية وانتماء لتحمد الله بكرة وأصيلاً أن منّ علينا بمسؤول يحدد المدة الزمنية للمشروع إبتداء وانتهاء، ثم يمر الزمن بطيئاً متثاقلاً، أشبه بتلك النوق التي تمشي الهوينى لا ريث ولا عجل، ولدينا ولله الحمد والمنّة ما يمكن لنا أن نبرر التأخير أو التعطيل.. فهناك كم وفير من الأمثال الفصيحة والشعبية -العجلة من الشيطان- و -في التأني السلامة - إلخ إلخ إلخ.
تنظر يمنة ويسرة لتجد المشروعات وبتكلفة منطقية، تنفذ بهدوء منقطع النظير وحسب المدة الزمنية المجدولة دون أدنى تأخير، لو تفرغ واحد من هؤلاء الشباب الصحفيين الذي لايزال يملك روح الصبر والمثابرة وتابع مانشرته الصحف -منذ مبطي- لما صرح به أي مسؤول وخصوصاً حول المشروعات الكبيرة والتي كلفت المليارات وكان شعارها الأول والأخير رفاهية المواطن والذي هدفه المواطن الحبيب والمستور، أعتقد أن هذا الصحفي أو ذاك سوف يذهل للمفاجأة التي ستعقد لسانه أولاً ومن ثم قلمه والذي سيواجه مشروعات لم تكتمل وما اكتمل منها يحتاج إلى صيانة، سيكتشف أن هناك العديد من المشروعات المتعثرة، ولعل الوصف الذي أشار إليه قائدنا الملك عبدالله من أن هناك مشروعات ضائعة يحز في الخاطر ولم يكن هذا الوصف يصدر إلا عن تقارير حكومية تملك الشفافية والمصداقية.
السؤال الذي يجلد نفسه في مثل هذه الأحوال: هل ذاكرة السمك صفة للمواطن المستور أم هي صفة للمسؤول المكشوف؟.. وسلامتكم.