صحيح أنه لا يمكن لأي سعودي عاقل محب ومخلص لوطنه أن يتجاهل هكذا ببساطة مايدور هناك في إيران, وأن يغض الطرف ولا يتأثر بما يصدر من مسئولين إيرانيين عبر وسائل الإعلام وبما تردده جماهيرهم في المدرجات من عبارات عدائية وشعارات مسيئة مليئة بالأحقاد والكراهية لبلادنا وقادتنا ولأشقائنا في البحرين, وصحيح كذلك أن القضية أكبر من اختزالها بمنافسة كروية لتصل إلى كيان الوطن وواجب الدفاع عنه وحماية مقدراته, وعدم السماح لأي حاقد حاسد كائن من كان وفي أي مكان أن يسيء قولا أو فعلا لوطن الإسلام والسلام و الحب والبناء والخير والعز والشموخ, لكن الأصح والأفضل لمواجهة مثل هذه الأجواء الاستفزازية والتغلب عليها هو أن لا نتجاوب معها بنفس الحدة والتهور والفلتان, وأن نتعامل معها إعلاميا ورسميا وشعبيا بذات الحكمة والهدوء والعقلانية والموضوعية التي كانت ومازالت السمة البارزة والمتميزة لسياسة المملكة وأسلوب تعاملها الرسمي مع هذه المواقف..
كي لا نهدر حقوقنا المشروعة ولا نعكر صفو وأحقية تأهل جميع الفرق السعودية الأربعة لدور الـ16, وحتى لا تختلط أوراقنا ولا ندع عواطفنا وانفعالاتنا تسيطر علينا وتتحكم بتصرفاتنا ونوعية قراراتنا, وبدلا من الانسياق خلف اجتهادات وتصريحات وأطروحات تطالب تارة بانسحاب النصر وعدم سفره إلى أصفهان لمقابلة ذوبهان, وتارة أخرى ترى الحل الأنسب بنقل المباراة إلى دولة محايدة, من المفترض أن يبادر اتحاد الكرة بإعداد ملف متكامل وموثق يطالب من خلاله الاتحاد الآسيوي ووفق الأنظمة الدولية بإصدار العقوبة المناسبة لاتحاد الكرة الإيراني, تماما مثلما اتخذت العقوبات ذاتها في تجاوزات إدارية ومخالفات تنظيمية وإجرائية أخف بكثير مما رأيناه وسمعناه من الإيرانيين الذين حولوا مدرجات ميادين الكرة ومدرجاتها إلى ساحة قتال عرقي ومذهبي, كشفت واقعهم العدواني وجسدت حقيقة أحقادهم وكراهيتهم لكل ما هو سعودي وعربي..
عضو الشرف..موضة وانتهت
نظاميا وعلى أرض الواقع لا يوجد عند انعقاد الجمعيات العمومية لاختيار الرئيس بالانتخاب كما حدث مؤخرا في الوحدة والقادسية أو في أي ناد آخر سيتعامل لاحقا مع اللوائح والتعليمات الرسمية أقول لا يوجد أي نص قانوني أو مستند نظامي يجعل عضو الشرف الذي يدعم النادي بمئات الآلاف وربما الملايين أكثر قيمة وأهمية في عملية التصويت من عضو جمعية عمومية يكتفي بتسديد رسوم سنوية لا تتجاوز 250 ريالا, لا بل الأدهى من ذلك أن ملايين عضو الشرف لا تشفع له ولا تمنحه حق التصويت والانتساب للجمعية العمومية في حالة عدم تسديده للمبلغ إياه لانشغاله أو نسيانه أو لأي سبب كان..
إذا كان هنالك أعضاء شرف ينفقون الأموال الطائلة من جيوبهم الخاصة بلا مقابل أو مردود معنوي ومع هذا لا يحق لهم ممارسة هذا الدور البسيط فما هو دورهم في النادي إذا؟ ومتى وكيف يتم إنصاف دعمهم وتثمين وتقدير مواقفهم؟ في المقابل وعلى النقيض من هؤلاء لدينا المئات أو بالأصح الآلاف ممن يحملون صفة عضو شرف يصرحون ويسرحون ويمرحون ويتحدثون باسم النادي, يستخدمونه وسيلة للشهرة والترزز والوصول إلى مناصب ومواقع لم يحلموا بها, يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة فنية كانت أو إدارية أو مالية, يقررون مصيره يتحكمون به, يفعلون كل ذلك دون أن يدعموا النادي بريال واحد.. وبين هؤلاء وأولئك ضاعت طاسة الكثير من الأندية, وخصوصا تلك التي تدار بإدارات هشة ضعيفة يسهل اختراقها والتلاعب بها, إضافة إلى عدم وجود أنظمة ولوائح تحدد الصلاحيات والمسؤوليات والمهام لجميع الأطراف, وتضبط مستوى العلاقة بين مجلس الإدارة وأعضاء الشرف..
انظروا ماذا يجري في ناد بحجم ومكانة وجماهيرية الاتحاد من حروب وصراعات ومؤامرات خفية ومعلنة بين أعضاء الشرف أنفسهم؟ وكيف وصل الأمر إلى أن عدد أعضاء الجمعية الذين يحق لهم التصويت في جمعية الاتحاد المقبلة لا يتعدى خمسين شخصا بينهم ثمانية أعضاء شرف فقط من الأسماء غير المعروفة؟ أين البقية ولماذا العزوف عن الدعم وعن المشاركة في الجمعية؟ وإذا كانت الأمور بهذا الشكل الغريب وفي ناد كالاتحاد فماذا نقول عن الأندية الأخرى؟ وفي ظل هذه الأجواء يبقى السؤال الأهم: ما الحل؟
الحل في تقديري يكمن في إلغاء مسمى عضو الشرف وإيجاد صفة جديدة مناسبة خاصة بالداعمين الكبار تحفظ لهم حقوقهم وترفع من شأنهم وتضعهم في المكانة اللائقة بهم وتمنحهم حق المشاركة في رسم وصياغة وإقرار الخطط والسياسات العامة للنادي, فيما يتحول البقية إلى أعضاء عاملين في الجمعية العمومية ينضمون إليها بموجب سدادهم لرسوم اشتراك سنوية لا تقل عن ألف ريال, وهنا لابد من الإشارة إلى ما طرحته الأسبوع الماضي حول ضرورة تغيير آلية ولائحة الجمعية العمومية عما هي عليه الآن , وتفعيل دورها في المراقبة المالية والإدارية وفي تحديد مواعيد وظروف انعقادها, وفي تشكيل مجلس الإدارة وسحب الثقة منه متى ما دعت الحاجة لذلك بناء على رغبة وقناعة أكثر من ثلثي أعضاء الجمعية, وبالتنسيق والتشاور مع مجلس أو هيئة الداعمين الكبار.
دعم ووقوف الهيئات واللجان ووسائل الإعلام والأندية وفي مقدمتها الهلال ورئيسه الأمير عبد الرحمن بن مساعد مع فريق النصر قبل لقاء ذوبهان موقف وطني رائع هو بالضبط ما كنا نتمناه مع الهلال بدلا من محاربته والتشكيك بإنجازه الذي يسجل باسم الوطن عندما نافس وتفوق على أندية إيرانية ويابانية وكورية وفاز بلقب نادي القرن الآسيوي..
تألقت القناة الرياضية السعودية كثيرا برصدها وتوثيقها لأحداث الشغب والتجاوزات الإيرانية..
« أسوأ مرحلة يعيشها الكاتب الصحفي هي عندما تكون آراؤه انعكاسا لخلافاته الشخصية « عبارة مختصرة لكنها غنية ومفيدة ومعبرة, ووصفة علاج للأقلام المتأزمة صاغها بإبداع وبإلمام الزميل الأستاذ أحمد الرشيد..
استخدام العنوان المستهلك « ميثاق الشرف « دائما ما يكون الهدف منه احتواء أزمة داخلية أو تبرير إخفاق فني أو خطأ إداري كما حدث في موضوع العماني أحمد حديد..
كيف تعاقد نادي الوحدة مع المدرب لطفي البنزرتي وهو الذي سبق له أن هرب خلسة في عز الموسم وعبث بعقده الساري من نادي نجران؟
لابد من وضع قائمة سوداء في اتحاد الكرة تمنع منعا باتا هذا وأمثاله من المدربين واللاعبين المستهترين المتلاعبين من التعاقد مع أية جهة داخل المملكة..
abajlan@hotmail.com