تابعت باهتمام بالغ مراحل إنشاء جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وحتى افتتاحها برعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يوم الأحد 15-5-2011م. ولقد سعدت حقا بوجود هذا الصرح العلمي الكبير الذي يحمل اسم سيدة ينتخي بها أخوها موحد الجزيرة الملك عبد العزيز رحمه الله، بعد أن كان تعليم المرأة لدى أغلب مناطق المملكة من الأمور غير المستحسنة، وغير المرغوبة.
وحين أشيد بجامعة الأميرة نورة؛ فلأنها الجامعة الوحيدة التي استلمت الطالبات مبانيها وهي جديدة دون استخدام الطلبة لها كعادة أغلب الجامعات! فقد درستُ في جامعة الملك سعود في عليشة بعد أن درس بها الطلبة ردحا من الزمن، وحين تم نقلهم لمباني الدرعية الجديدة الحديثة المتكاملة واستغنوا عنها، نُقِلت الطالبات لمبانيهم المتهالكة القديمة.. تماما مثلما كان يتم دخول السيدات لغرفة الطعام بعد انتهاء الرجال من تناول وجبتهم! وقد أحسن الناس صنعا حين بدأوا يفكرون بتغيير الأطباق المستعملة ويضعون للسيدات أخرى نظيفة! بعدما كن يتناولن الوجبة بعد انصراف الرجال مباشرة وبذات الأطباق وعلى نفس السفرة دون تقدير لهن!
أقول ذلك وأنا أشاهد حفل الافتتاح والفيلم الوثائقي عن جامعة الأميرة نورة ومبانيها الضخمة وخدماتها المتكاملة ذات الإمكانيات الهائلة والتي تعد أكبر وأحدث مباني جامعية في الشرق الأوسط! ولولا وجود هذا الرجل العظيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نصير المرأة ومساندها وكافل حقها ورافع قدرها - رفع الله قدره في الدنيا والآخرة -. حيث لم تكن المرأة (أية امرأة سعودية) تحلم أبدا بأن تقف في منصةٍ أمام الملك وجمع من الضيوف الرجال تلقي كلمتها بكل ثقة وفخر واعتزاز، كما فعلت مديرة جامعة الأميرة نورة التي حملت مشاعر امتنان جميع الفتيات والسيدات السعوديات ونثرتها شاكرة أمام الملك الكريم الحنون على بناته وأخواته، والذي أضاء شموع الأمل والتفاؤل بمستقبل مشرق للمرأة، فبدد من الكون بحكمته ظلام النفوس المتوجسة خيفة من تعليم المرأة وثقافتها وفكرها المستنير، وكسر حدة طباع أشخاص دأبوا على خنق حريتها وذبح طموحها، وقتل حقها المشروع بحياة كريمة في ظل دولة يقودها عبد الله بن عبد العزيز.
وغدا ستشرق شمسٌ تحكي خيوطها قصة ملك فكك قيود تهميش المرأة، وحطم أغلال الجهل وأصفاد القسوة ضدها؛ لتنطلق بثقة واعتزاز نحو بناء الوطن، تشارك أخاها الرجل بنديّة وتنافسية دون تميز بينهما إلا بالتفوق المشروع،والتسابق المنشود يحيطها الاحتشام، وتجملّها الأنفة، وتجللها العفة.
وغدا سنحكي للأجيال القادمة كيف كنا وماذا أصبحنا؟ ليدركوا أن العلم نور، نورٌ يضيء الكون ويروا الأشياء على حقيقتها وشفافيتها دون تشكيك.
وجدير بملك يقدِّر العلم ويدعم المتعلمين ويحترم المرأة أن يرفع الله قدره، كما رفع قدر ملكنا وجعله من أبرز القادة وأكثرهم نفوذا بخلقه وحنانه وإنسانيته.
حفظه الله وأمد بعمره وألبسه رداء العافية.
rogaia143@hotmail.comwww.rogaia.net