وضع الفلسطينيون ومعهم العرب الشرفاء المتعاطفون والساعون بحق لتحرير فلسطين، أيديهم على أنجع الطرق وأفضلها، وأقلها كلفة لتحرير فلسطين.

الزحف نحو الحدود والتدفق بموجات بشرية جماعات وفراداً، والتقدم نحو أرض فلسطين.

يوم الأحد الماضي تشكلت صورة لما يمكن أن يحققه هذا الحشد الذي يولده الزحف المقدس نحو حدود الوطن السليب، فرغم أن الأمر في بدايته وأن الأعداد لا تمثل الطموح العربي ولا تعطي الصورة النهائية، فلو سبق هذا الفعل دعوات وتنظيم منظم وتخلت الجيوش وحرس الحدود العربية عن مهمة حراسة حدود الكيان الصهيوني فلربما اختلف الأمر.

يوم الأحد في ذكرى النكبة.. ذكرى اغتصاب الوطن الفلسطيني من قبل الصهاينة، «بروفة» تحرير فلسطين عبر الزحف نحو الحدود أظهرت العديد من المعطيات، فقد أوضحت أن إمكانية التحرير عبر الزحف قابلة التحقيق، ومثلما استغلت الوسائط الإلكترونية (الفيسبوك والتويتر والتويب والإنترنت) في توجيه الجماهير نحو ساحة التحرير في مصر وساحات التحرير في الدول العربية الأخرى، يتم القيام بحملة لتوجيه الجماهير نحو الحدود الفلسطينية مع لبنان ومع سوريا ومع الأردن ومع مصر، وبعد أن تتجمع هذه الجماهير تندفع نحو قطاع غزة والضفة الغربية فتكمل تحرير الأراضي الفلسطينية، وتحرر هضبة الجولان وتستعيد الجليل وشمال فلسطين.

سيتسرع البعض ويقول هذا خيال ثوري.. أو إرهابي حسب المتداول هذه الأيام بوصم كل من يعمل على تحرير بلده بالإرهاب، نقول لا بأس من كان يعتقد أن اعتصام الجماهير في ساحة التحرير في القاهرة قد أسقط نظام مبارك المحروس بأكثر من مليون شرطي من نوعية الأمن المركزي.. وقبله حكم بن علي في تونس، فلا شيء مستحيل أمام إرادة الشعوب، ولتتوجه الجماهير صوب الحدود، ألم تروا حالة الارتباك التي أصابت جنود الاحتلال في مروان الرأس عند الحدود مع لبنان؟ وعند مخيم صاليم؟ وفي مجدل شمس في هضبة الجولان؟.. فقط نحتاج إلى قوة إرادة وتجاوز رهبة الخوف التي أسقطتها الجماهير العربية في العواصم العربية، وباقي أن نسقطها في مناطق الحدود.