فقد الأدب والصحافة والمجتمع الشيخ عبد الله بن خميس، القاضي، والمؤرِّخ، والكاتب والرحالة، والناشط السياسي المنافح عن فلسطين، عضو المجامع العربية، والرجل الذي قضى حياته مناضلاً ومكافحاً مواجهاً لصعاب الحياة منتصراً عليها.
عبد الله بن خميس الذي فقدناه نحن أهل الجزيرة، الصحيفة التي أنشأها كمجلة ثم حوّلها إلى صحيفة لتصبح أكبر وأهم صحيفة في المملكة العربية السعودية، إن لم تكن في المنطقة.. عبد الله بن خميس عالم ومعلم، رجل عصامي بكل معنى الكلمة، نشأ في رعاية أب محب للأدب والعلم أراد أن يسير الابن على منوال أبيه، إلا أن الابن تفوّق على أبيه، وهذا ما يسعد كل الآباء، وهو ما حققه الابن عبد الله بن خميس الذي تابع العلم ترحالاً للطائف ثم مكة المكرمة، ونقّب عن العلم والأماكن فأتحف المكتبة السعودية بالعديد من الكتب والمراجع منها معاجم البلدان السعودية، والتي شملت تاريخ اليمامة سبعة أجزاء، المجاز بين اليمامة والحجاز جزء واحد، على ربى اليمامة جزاء واحد، من القائل أربعة أجزاء، معجم اليمامة جزآن، معجم جبال الجزيرة خمسة أجزاء، معجم أودية الجزيرة جزآن، السحر جزء واحد، من جهاد قلم جزء واحد، فواتح الجزيرة جزء واحد، بلادنا والزيت جزء واحد، الديوان الثاني جزء واحد، رموز من الشعر الشعبي تنبع من أصلها الفصيح جزء واحد، جولة في غرب أمريكا جزء واحد، تنزيل الآيات، شواهد الكاشف جزء واحد، إملاء ما منَّ به الرحمن جزآن، أسئلة وأجوبة جزء واحد.
هذا النشاط الفكري الحافل عزَّزه نشاط سياسي وقومي تمثَّل في دعم القضية الفلسطينية، فالكل سيتذكر نضاله ومواقفه وقصائده الشعرية المحفزة للجهاد الفلسطيني وعمله في اللجان الشعبية لدعم القضية الفلسطينية.
رحم الله ابن خميس، فقد فقدنا مفكراً وأديباً أثرى المكتبة العربية بالعديد من المراجع والمصادر التي ستظل زاداً يستزيد به طلبة العلم والفكر.
jaser@al-jazirah.com.sa