البصرة الفيحاء البلاد «التي» كانت من أهدأ وأجمل مدن العرب تفتخر بنخيلها الباسقات الثلاثين مليوناً (قبل) تجريدها من نيران الحرب الإيرانية وقتل منها مع جنود العراق «أكثر» من عشرة ملايين نخلة. فيها يرقد الصحابيان الزبير وطلحة ومعهم الفقيه حسن الأشعري.
كل جزء منها يحمل تراثاً حضارياً وموروثاً أدبياً من ابنها العباسي أبو نواس حتى شاعرها الفقيد شاكر السياب!
احترقت في كل يوم من مدافع وصواريخ ملالي غيران طيلة ثماني سنين واحتل ثغرها (الفاو) ودمر بوحشية وحقد الفرس وامتلأت مياه مصب شط العرب بالسفن والقوارب التجارية العراقية وكان يوم تحريرها معجزة الجندي العراقي الباسل.
وكان حريقها الثاني والمدمر حين استباحتها الماكينة العسكرية الأنقلو-أمريكية في الأول من أبريل 2003م ولم يكن تصادفا أن يرافق هذه القوات الغازية قوات إيرانية من «فيلق القدس الإيراني» وعملاء إطلاعات «فيلق بدر» الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي الشيعي والذي أنشئ ودرّب وتمت تهيئته لمثل هذه المهمة بتسهيل احتلال البصرة والاستيلاء على مؤساستها الرسمية ولا أبالغ حين القول إن «لغة» التفاهم الرسمية بين تشكيلات فيلق بدر بالفارسية وتم منحهم رتباً عسكرية حسب أقدميتهم بالانضمام إلى فيالق بدر والقدس ويقلدها لهم الجنرال قاسم سليماني الذي كانت تربطه علاقة مميزة بالسفير زلماي خليل زاده وأعطاهم الضوء الأخضر أمريكياً لتنفيذ عمليات إنهاء الكفاءات العلمية وضباط الجيش العراقي الذي حلهُ رفيقه «بريمر» وراح ضحيتها أكثر من خمسمائة عالم فيزيائي وضابط وسياسي مناهض للنفوذ الأمريكي والإيراني!
استطاع سليمان ومساعده العميد علي أغا محمدي من جعل البصرة قاعدة عسكرية لنشاط فيلق القدس وتشكيل شبكة عنكبوتية إرهابية تغطي جنوب ووسط العراق والمنطقة الخضراء حصن حكام العراق التابعين لملالي إيران!
ولتنفيذ مخططاته الإرهابية فتح حساباً في بنك «عودة» في دمشق لتمويل عمليات تصدير الإرهابيين إلى العراق للقيام بعمليات تخريب واغتيال وتفخيخ سيارات ولاصقات متفجرة لكل من يخالف النهج الإيراني الطائفي ويعارض النفوذ المتغلغل في كل مؤسسات الحكومة العراقية من عملاء فيلق القدس!
خطط علي أغا محمدي مساعد سليمان وأحد قيادي إطلاعات ضواحي مدينة «قم» لإعداد الإرهابيين من القاعدة وحزب الله وعصائب الحق وحركة الوفاق الإسلامي وحركة المجاهدين ومنظمة أنصار الدعوة وحزب ثأر الله وجيش المهدي (الجناح العسكري لكتلة الأحرار الصدريين) وجند السماء (انشق عن النفوذ الشيعي الإيراني بعد عودته للعراق وتم تصفية أعضائه في مجزرة الزركة قرب النجف) أنصار جامع وحسينية براثا (مختص بالاستيلاء على جوامع أهل السنة وتحويلها إلى حسينيات بالقوة) وإمام وزعيم هذه الطائفة جلال الدين الصغير القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي. ويتم إعداد وتدريب أعضاء هذه المنظمات الإرهابية بمعسكرات منفصلة عن بعضها وبخطة تدريب مختلفة حسب مهمات هذه الحركات الطائفية فالقاعدة وحزب الله وعصائب الحق لها واجب تخريبي إرهابي والقيام داخل العراق بعمليات تفجير سيارات مفخخة وتركيب ملصقات متفجرة واغتيال شخصيات مناوئة لإيران بمسدسات كاتمة الصوت!
وتبدأ دائرة العمليات الإرهابية من هذه المعسكرات التدريبية ومن ثم يتم تصديرهم إلى البصرة عن طريق عملاء إطلاعات في الأحواز العربية المغتصبة وفي إحالة إلقاء القبض عليه يتم تهريبه من السجون العراقية عن طريق خلية المكتب الأمني في مجلس الوزراء بإشراف (أبو علي البصري) واسمه «عبد الكريم عبد فاضل» وأخيه أبو عمار البصري المسؤول عن أمن المنطقة الخضراء! وتم كشف دور هذه «العصابة» مؤخراً حين قراءة تقرير لجنة تقصي الحقائق بمجلس النواب العراقي وظهور الحقائق الدامغة لمؤامرة تهريب اثني عشر إرهابيا من منسوبي القاعدة إلى إيران بعد تهيئة خطة للتنفيذ أشرف عليها شخصياً عملاء إطلاعات طهران ومجموعة أبو علي البصري مدير مكتب رئيس الوزراء الأمني مقابل (12 مليون دولار) لإخراجهم من سجون القصور الرئاسية في البصرة ليعبروا شط العرب متجهين إلى «بندر خميني» على الجانب الإيراني ولم يخجل المدعو أبو علي البصري من نفسه أولاً إن كان عراقياً ومن دماء «ضحايا» هؤلاء المجرمين الإرهابيين ليعودوا مرة أخرى ومن إيران ليسفكوا دماء أبناء العراق الصابرين. هذه الجريمة حلقة من سلسلة طويلة نفذت مفرداتها طيلة ثمانية أعوام إثر سيطرة النفوذ المركب الأمريكي الإيراني على شعبنا العراقي الشقيق فهناك عملية تهريب إرهابيين من سجن بادوش في الموصل وسجن صلاح الدين وسجن أبوغريب وسجن التاجي وآخرها محاولة تهريب مفيد أبو حذيفة ما يسمى والي بغداد من سجن الداخلية لمحاربة الإرهاب في منطقة الكرخ وراح ضحيتها عدد من أفراد الشرطة العراقية والعميد مؤيد الصالحي!
هذه نماذج الفساد الأمني لحكومة المالكي الذي إن كان يدري بهذه الفضائح الإجرامية فهي المصيبة وإن كان لا يدري فالمصيبة أعظمُ!!..
هيئة الصحفيين السعوديين
جمعية الاقتصاد السعودي