غيّب الموت أديبنا الكبير الشيخ عبدالله بن خميس - رحمه الله - وكأنه ما عاش بيننا وملأ دنيانا وأثرى ثقافتنا، ما بين فترة وأخرى نفقد أحد روادنا التنويريين، فقبل أيام فقدنا الرائد أ/ عبدالله عبدالجبار - رحمه الله - وبالأمس غادرنا إلى رحمة الله الشيخ عبدالله بن خميس.
هذا الرائد الذي لم تتوقف ريادته على فن معين.
ففي الصحافة كان أحد مؤسسيها، حيث أنشأ هذه الصحيفة «الجزيرة» التي نكتب فيها الآن حتى أضحت إحدى صحفنا الشهيرة.
وفي المجال التاريخي أسهم مع مجايليه مثل الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - والشيخ محمد العبودي وغيرهم بتأليف الموسوعات عن تاريخ وجغرافية بلادنا، وقد حفر وزملاؤه الصخر وجالوا في الأرض لتدوين تاريخ هذا الوطن وآثاره وجغرافيته: ودياناً وسهولاً وجبالاً وصخوراً.
وفي ميدان البحث والعطاء الأدبي كان الشيخ بن خميس مجلياً في كل فن، فقد أسهم في ميادين البحث الأدبي، وفي الشعر أبدع ذلك الشعر الأصيل الجزيل سواء بالفصيح أو النبطي.
إنني شخصياً مدين لأستاذنا بن خميس فأول مقال نشرته عندما كنت في مدينتي (عنيزة) بهذه الصحيفة (الجزيرة) التي أنشأها وإن لم يكن وقت النشر هو رئيس تحريرها، واستمر قلمي فيها وحتى هذا المقال الذي أكتبه في هذه (الصحيفة) التي منحها من ماله وجهده ودم قلبه.
عندما تقرأ للشيخ عبدالله بن خميس سواء نثره أو شعره تأسرك لغته القوية، ويسحرك بيانه الأخاذ، وتسافر بك كلماته العذبة بين حدائق لغة الضاد وحقولها فتمنحك عباراته عبيراً من الجمال وعشباً أخضر من الكلمات.
عبدالله بن خميس رائد رحل في زمن عزّ فيه الرواد وأديب أخلص للكلمة وخلص لها وشاعر هو من بقية الشعراء الذين حفظوا للشعر جزالته وقوته وأصالته.. رحمه الله.
hamad.alkadi@hotmail.com