|
بإبداعاتهم ظهرت حركتنا الأدبية... وعلى أكتافهم قامت نهضتنا الثقافية... وباجتهاداتهم تأسست انطلاقتنا الإعلامية...
لقد كانت هذه النخبة من الروّاد.. مشاعل تنوير أضاءت البلاد... وعمّ فضلهم - بثمرات يانعات - الأجداد والآباء والأولاد.
وفي مقدمة هؤلاء... الذين لهم، على مسيرتنا الفكرية والثقافية والأدبية والإعلامية والتاريخية، أياد بيضاء... الشيخ عبدالله بن خميس - رحمه الله - الأديب الدارس... واللغوي المتمكّن... والشاعر الموهوب... والصحفي المؤسس والمقالي الهادف... والمؤرخ الراصد... والجغرافي الباحث... والوطني المخلص... إنه حصيلة موهبة أصيلة... وطموح علمي..ونهم ثقافي... ودأب معرفي... وخبرة حياتية... وتجارب غنية... ومبادئ أخلاقية...
أما (الطموح العلمي) للشيخ ابن خميس - رحمه الله - فهو الذي جعله لا يقتنع بما تعلمه في (كتاتيب الدرعية) من قراءة وكتابة وحفظ للقرآن الكريم... فانتقل إلى (دار التوحيد) بالطائف ليحصل على شهادتي الدراسة الابتدائية والثانوية... ثم اتجه إلى (كلية الشريعة) بمكة المكرمة لينال الشهادة الجامعية من (كلية اللغة العربية)..
كما امتاز الشيخ عبدالله - رحمه الله - بتلك الثقافة المتراكمة... وشهوة القراءة لكل ألوان المعرفة... فأضاف إلى علمه الوفير... من الثقافات المختلفة الشيء الكثير..
وللشيخ عبدالله بن خميس - رحمه الله -، وأقرانه من المفكرين والأدباء الروّاد، فضل الانطلاقة الإعلامية في المملكة العربية السعودية... ولذلك فإن هذه الانطلاقة كانت تتسم بالصبغة الأدبية...
وقد بدأ الشيخ ابن خميس علاقته بالصحافة منذ تخرجه من (دار التوحيد) بالطائف، حيث كان ينشر قصائده في جريدة (المدينة)... ثم عمل مراسلاً لليمامة في مكة المكرمة، كما عمل بها محرراً عند طباعتها في (أم القرى)... وأثناء عمله بالأحساء أصدر جريدة (هَجَر).. وفي عام (1379هـ) أصدر الشيخ عبدالله مجلة (الجزيرة) الأدبية الاجتماعية السياسية الشهرية، لمدة أربع سنوات... قبل أن تتحوّل إلى نظام المؤسسات وتصدر كجريدة يومية... وبذلك كان الشيخ عبدالله بن خميس، المؤسس الرئيس، لواحدة من كبريات الصحف في المملكة العربية السعودية..
ولعل من الصعب أن نتحدث عن المفكر الأديب عبدالله بن خميس - رحمه الله -، في كل المجالات... فهو زاخر العطاءات... متنوع الإبداعات... فيما يشمل كل الاهتمامات... التي تؤصل لفكر... وتثري حركة شعر... وتؤرخ لمكان... وتخدم لغة اللسان... وتعالج قضايا الإنسان... من منطلق الوطنية والإيمان.
رحمه الله رحمة واسعة.
د. سهيل بن حسن قاضي