|
الجزيرة - رولا المسحال
أكد مثقفون وأدباء سعوديون أن رحيل الشاعر والأديب عبد الله بن خميس قد أفقد المشهد الثقافي عالماً ومفكراً وأديباً فذاً أفنى حياته في العلم وخدمته، مشيرين إلى أن الأديب والشاعر دوما ما يبقى حيا بمؤلفاته كما يبقى قدوة يحتذى بها للأجيال التي تليه عبر ما يرونه في منجزاته الأدبية، منوهين في الوقت ذاته إلى ضرورة تكريمه وأن يبقى اسمه خالدا ليبقى نبراسا للأجيال القادمة.
وقالوا في أحاديثهم للجزيرة: إنّ الراحل ورغم معاناته مع المرض في الفترة الماضية إلا أنه بقي حاضرا ولأكثر من نصف قرن في كل المحافل الثقافية والأدبية سواء على مستوى المملكة أو على المستوى العربي.
حيث يرى الدكتور عبد المحسن القحطاني رئيس نادي جدة الأدبي أن المشهد الثقافي السعودي خسر الكثير بفقدانه للشاعر والأديب عبد الله بن خميس. وقال في اتصال هاتفي من خارج المملكة لـ «الجزيرة»: للشاعر والأديب عبد الله بن خميس بصمات واضحة وتنويرية وله تطلعات فاقت أبناء جيله»، مشيرا إلى أن بن خميس كان من أوائل من تحدثوا عن تعليم المرأة بل كتب شعرا في ذلك وخير دليل على ذلك ما وصلت له ابنته أميمة الخميس.
وأضاف: عبد الله بن خميس تعودنا على سماع صوته من خلال الإذاعة في عدة برامج شهيرة تكون كتبا بما تحتويه من أمور ثقافية ثرية، وأرجو من عائلته أن تخرج تلك الكتب إلى النور»، منوها إلى أن ابن خميس لم يثرِ الأدب السعودي فقط بل أثرى المكتبة العربية بما له من مؤلفات أدبية لا يمكن إنكار تأثيرها.
ووصف القحطاني بن خميس بأنه «رائحة الأدب السعودي وأحد أبرز وأهم رواد الأدب»، مشيرا إلى أن الأديب يظل حيا لا بجسده ولكن بأدبه الذي يبقى خالدا. وقال: الاحتفاء به بعد مماته هو تحريك للمشهد الثقافي وعنوان على الاهتمام بالمنجز الأدبي.
ويذكر أنه في بداية العام الحالي وقبل نحو أربعة أشهر كرمت مؤسسة الجزيرة برعاية معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة ، الشاعر والأديب ابن خميس وذلك في ليلة ثقافية حملت عنوان: «ليلة بن خميس الثقافية».
وجاءت تلك الليلة لتكريم بن خميس والاحتفاء بصدور كتاب: عبد الله بن خميس قراءات وشهادات من إصدارات الجزيرة الثقافية، وقد جاء الكتاب في أكثر من ثلاث مئة صفحة من القطع الكبير.
من جانبه قال الدكتور حزاب الريس، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود: خسرنا اليوم أحد رواد الأدب وقامة من قامات الشعر والثقافة ليس في المملكة فقط ولكن في العالم العربي، مشيرا إلى أن بن خميس رغم غيابه في الفترة الأخيرة عن الساحة الثقافية السعودية إلا أنه كان حاضرا دوما بأدبه ومؤلفاته في كافة الفعاليات الثقافية السعودية والعربية.
ونوه الريس إلى أن بصمات وتأثير بن خميس ستبقى شامخة وواضحة في الأدب السعودي، متمنيا أن يتم تكريمه بعد وفاته لكي يبقى قدوة أمام الاجيال القادمة. وأضاف: أقترح أن يطلق اسمه على مركز ثقافي من المراكز الفاعلة، أو نادٍ أدبي وخاصة في منطقة الرياض التي هو منها، ولما له من بصمات واضحة في المشهد الثقافي السعودي.
وشاركه الرأي رئيس نادي أبها الأدبي الأستاذ أنور بن محمد الخليل، الذي قال: آمل من جريدة «الجزيرة» ومحبي الشيخ عبد الله بن خميس أن يخلدوا ذكراه وأثره وأن يجمعوا إرثه الأدبي، مضيفا: ولا أجد أفضل من أن يطلق مركزا ثقافيا باسمه يخلد ذكراه ويحفظ مؤلفاته.
وأضاف: أنا على ثقة أن مكتبة بن خميس تحتوي على الكثير مما كتب ولم ينشر أو نشر منذ زمن، لذا أتمنى أن يتم الاهتمام بإرثه، منوها إلى أنه مازال يذكر الكثير من زيارات بن خميس لمنطقة عسير وما كتبه عنها وربما أصبحت تلك الكتابات في طي النسيان لذا يجيب إعادة إحيائها.
وأضاف: الساحة الثقافية السعودية والعربية فقدت الكثير بوفاة بن خميس الذي كانت له جهود واضحة ولا يمكن إنكارها ولعل من أبرزها صحيفة «الجزيرة» التي استقطبت منذ انطلاقتها العديد من المثقفين والأدباء.