|
حائل / عبدا لعزيز العيادة :
تحولت المدينة الجامعية إلى كرنفال احتفالي مدهش وهي تستقبل أمير حائل وسمو نائبه وهي تشع بأنوار العلم وإضاءات مبانيها الجديدة والعملاقة وروعة الإنجاز في وقت قياسي كأول الجامعات الناشئة التي
تحتفل بتخريج دفعة من طلابها في مقر المدينة الجامعية الجديدة أنها ليلة تاريخية بكل تفاصيلها والوطن وحائل يفتح قلبه وأبواب المستقبل لدفعة جديدة من أبناء الوطن الذين تسلحوا بالعلم وأعلنوا عن قدومهم بقوة للمشاركة في مسيرة البناء والتطور.
أمير حائل والمفاجأة
أكد صاحب السموالملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل بأن ليلة الاحتفال بتخريج الدفعة السادسة من طلاب جامعة حائل وفي قلب المدينة الجامعية هي ليلة استثنائية لسموه وهو يعايش لحظات من أجمل لحظات الحصاد للخريجين ولسموه التي يرى فيها تحول المشاريع والأحلام من الفكرة والتخطيط إلى حيز الوجود وقال: من القلب أشكر القيادة الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وأشكر معالي الأخ الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي ومعالي الأخ الدكتور أحمد السيف مدير جامعة حائل وقال سموه (للجزيرة) بعدما شاهدت روعة المباني وأجمل روح وثابة لدى طلابنا عرفت لماذا كان الدكتور السيف يتحدث بثقة ونجاح عن الجامعة ومشاريعها المتقدمة والعملاقة.
أجمل لوحة إبداعية
فيما قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة حائل اليوم يحق لنا أن نفخر بما تحقق من إنجازات حقيقية على أرض الواقع في جامعة حائل بفضل من الله ثم دعم القيادة الحكيمة واهتمام سمو أمير حائل وإبداع معالي مدير جامعة حائل الدكتور أحمد السيف وتكاتف الجميع، وأضاف سموه قائلا : هاهي جامعة حائل تتحول إلى أجمل لوحة إبداعية تناغم فيها الجميع وأبهرت كل من يشاهدها، جاء ذلك بعد الحفل الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل مساء أمس الأول الثلاثاء لتخريج الدفعة السادسة لدرجة البكالوريوس والدفعة الحادية عشرة لدرجة المشاركة من طلاب جامعة حائل للعام 1432هـ بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز نائب أمير منطقة حائل وذلك في المدينة الجامعية .
وفور وصوله عزف السلام الملكي، ثم انطلقت مسيرة الخريجين، بعد ذلك بدئ الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم ألقى الطالب إبراهيم العامر كلمة الخريجين عبروا فيها عن شكرهم لسمو أمير المنطقة وسمو نائبه على دعمهما المستمر .
وأكد الخريجون العزم على العمل بجد وإخلاص وتفان لخدمة الوطن وقيادته الرشيدة، مقدمين الشكر لمعالي مدير جامعة حائل وللأساتذة على جهودهم طوال أيام الدراسة.
نشوة الفرح والإنجاز
و ألقى معالي مدير جامعة حائل الدكتور أحمد بن محمد السيف كلمة قال فيها يشرفني يا صاحب السمو نيابة عن أسرة جامعة حائل من إداريين وأعضاء وعضوات هيئة تدريس أن أحتفي بمقدم سموكم وحضوركم الميمون في رحاب جامعة حائل، وفي حفل تخريج الدفعة السادسة لدرجة البكالوريوس والدفعة الحادية عشرة لدرجة المشاركة والبالغ عددهم (2435) طالبا وطالبة، منهم (613) طالبا و (1822) طالبة للعام 1432-1433هـ .
وأرحب بكم بما يليق بمقام سموكم الكريم بوصفكم راعياً لهذه الجامعة، وحضوركم له دلالة ومعنى عميق في هذا الحفل البهيج، إذ يدل على مؤازرتكم وتشجيعكم لأبنائكم الخريجين، وحرص سموكم على خدمة هذه المنطقة، كما يدل على اهتمامكم بالجامعة وتفعيل دورها في المنطقة والمجتمع المحلي.
وإننا في جامعة حائل لا نستطيع أن نوفيكم ـ حفظكم الله ـ حقكم من الشكر والامتنان لما بذلتم من جهود كبيرة في دعم مشاريع الجامعة ورعاية نهضتها التطويرية، مع ماتتحملونه من مسئوليات جسيمة في خدمة هذه المنطقة أفرزت نهضة شاملة في جميع المجالات، وبخاصة منها العمرانية والاقتصادية و الخدمية. ثم أضاف قائلا مرحباً بكم ضيفاً عزيزاً على جامعتكم وبين أبنائكم من إداريي الجامعة ومنسوبيها وأولياء الأمور وأبنائكم الطلاب ومرحباً بكم جميعاً وأهلاً وسهلاً بكم في رحاب جامعة حائل. وقال نشأت جامعة حائل منذ سنوات قليلة بعد أن كانت حلماً وفكرة راودت سكان المنطقة منذ عقود مضت، وهاهي الآن أضحت حقيقة ماثلة للعيان بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين ، وبفضل توجيهات سموكم الكريم ومتابعتكم الدائمة . إن الجامعة تسعى مثل كل الجامعات الوطنية إلى تأسيس مجتمع المعرفة المنشود وأهم أهدافها تلبية احتياجات سوق العمل الوطنية والمحلية، وتقديم خدمات التعليم العالي لأبناء المنطقة تحقيقاً للتنمية المتوازنة في مجال التعليم العالي. وأضاف معاليه إن الجامعة تسعى وبكل إمكانياتها المتوفرة إلى تأسيس مجتمع المعرفة المنشود عبر برامجها الأكاديمية وعبر الشراكة مع مؤسسات المجتمع والقطاعين الحكومي والخاص، وقد عقدت الجامعة عشرات الاتفاقيات في هذا المجال، كما أبرمت العديد من اتفاقيات التوأمة والشراكة مع جامعات محلية وعالمية بهدف استيراد التقنية وتوطينها والاستفادة من البرامج والخبرات الحديثة، والتبادل المعرفي .واستطرد قائلا : لقد تم بحمد الله وفضله افتتاح كليات جديدة انضمت إلى الكليات السابقة، وتم صهر الجميع في كيان موحد وفقاً للمعايير الأكاديمية، وستُفتتح كليات أخرى قريباً لتلبية حاجات المنطقة.
درسات عليا وبحوث
و تم افتتاح الدراسات العليا في عدة تخصصات أدبية وعلمية تمهيداً لتعميمها على بقية الكليات والتخصصات وقد سعت الجامعة إلى تكثيف عملية التعاقد مع أعضاء وعضوات هيئة التدريس من الأكاديميين في الفترة الأخيرة لمواكبة التوسع النوعي والكمي في بيئة الجامعة وبرامجها ومناهجها التعليمية، وفي مشروعاتها العمرانية والخدمية الجديدة حتى ارتفعت نسبة أعضاء وعضوات هيئة التدريس والهيئة المساندة لها إلى حدود تنافسية وقال إننا في الجامعة الآن ننتظر اكتمال مشروع المدينة الجامعية العملاق لاستكمال انتقال الكليات والمنشآت الجامعية الأخرى إليه، وهو مشروع يكلف أكثر من سبعة مليارات ريال، بالإضافة إلى فندق جامعي من فئة الخمس نجوم، ومستشفى جامعي سيكون قاعدة ودعامة مهمة لكلية الطب، يضاف إلى ذلك مشاريع عمرانية وخدمية لخدمة أعضاء وعضوات هيئة التدريس ومنسوبي الجامعة والطلاب ولا شك أن التفاعل مع قضايا المجتمع والإسهام في فعالياته التنموية من أهم الأهداف التي أُنشئت من أجلها الجامعات في مملكتنا الحبيبة، فليست خدمات الجامعة محصورة داخل أسوارها فقط ولا تقتصر على المجال التدريسي والبحثي فحسب، بل ينبغي أن تمتد إلى آفاق أرحب، من خلال الإسهام في برامج التنمية المستدامة للمجتمع المحلي، فالجامعة شريك رئيسي في مشروعات تنموية تعود بالنفع على المنطقة، وهي عضو نشط في الحراك المحلي الثقافي والاجتماعي.
اتفاقيات دولية متقدمة
وقال : قامت الجامعة بتوقيع عشرات الاتفاقيات في هذا المجال مع مؤسسات وجهات حكومية وخاصة، أكثرها برامج لكراسي علمية وبحثية تخدم القضايا التنموية للمنطقة، وتم إنشاء العديد منها بتمويل بلغت قيمته أكثر من (30 مليون ريال ) حتى الآن .ثم خاطب سمو أمير حائل قائلا : سوف يدشن سموكم الكريم خلال أيام أول باكورة الخدمات الطبية للمجتمع وهي قافلة سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن الطبية من خبراء كلية الطب وعلمائها إلى أربع محافظات من المنطقة لمعاينة أهالي القرى والبادية والكشف عن أمراض السكري والكلى والضغط لديهم، وذلك وفقاً لرؤية الجامعة التي ترى أن الاستفادة من هؤلاء الخبراء والعلماء لا تقتصر على المجال التعليمي والبحثي فقط، بل يجب أن تمتد إلى تقديم الخدمات الطبية لأهالي المنطقة وبخاصة منهم أهالي القرى والبادية .
طلاب متميزون أبدعوا
ثم تحدث عن الطالب وقال إن الطالب كما تعلمون هو اللبنة الرئيسية لبناء الجامعة، وهو القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها الجامعة في برامجها وأهدافها، وهو الأساس لبناء المجتمع المعرفي المنشود الذي أضحى هدفاً إستراتيجياً وطنياً بل عالمياً في عصرنا الحاضر. ولذلك فإن الجامعة تولي عناية خاصة واهتماماً بالغاً بالطلاب بدءاً من استقبالهم في السنة التحضيرية وعلى امتداد سنوات تحصيلهم الدراسية ووصولاً إلى تخريجهم للحياة العملية، عبر توفير كل الإمكانيات والوسائل لتسهيل سير العملية التعليمية من بدايتها وصولاً إلى مخرجات جيدة وسليمة تسهم بشكل فعال في التنمية المحلية، ومن ذلك تحسين البرامج الأكاديمية وتطويرها ومواكبتها مع إحتياجات سوق العمل المحلية والوطنية، وتطبيق برامج الجودة، وتنويع الأنشطة اللاصفية وتطوير البيئة التعليمية وتوفير المعامل والوسائل اللازمة ورفع نسبة الهيئة التدريسية إلى أعداد الطلاب، وغير ذلك مما له تأثير إيجابي في مستوى الطلاب نظرياً وتطبيقياً .
إخلاص صنع التميز
وقال في هذا السياق أوجه شكري – باسمي وباسم أبنائي الخريجين وأولياء أمورهم – إلى أعضاء وعضوات هيئة التدريس على جهودهم التي أثمرت في تخريج هاتين الدفعتين المباركتين، بما بذلوا في عملهم من إخلاص وتفانِ في تدريس المواد المقررة وشرحها وتطبيق البرامج التدريسية الفعالة، والتفاعل مع الطلاب لتيسير إيصال المعلومات لهم، مع الاستخدام الأمثل للوسائل التعليمية لضمان أجود النتائج وأسرعها
وأبارك لكم تخرجكم وأرجو من الله لكم التوفيق والسداد في حياتكم العلمية والمهنية في مستقبل أيامكم، وآمل منكم أن تكونوا مفخرة للوطن وللمنطقة بما تتحلون به من قيم الوطنية والبذل والإخلاص للدين والمليك والوطن، واسعوا بكل جهودكم إلى خدمة مجتمعكم، وكونوا أعضاءً فاعلين فيه، إنكم الآن خارج أسوار الجامعة لأول مرة، وفي اختبار لا يقل في تحديه وصعوبته عن حياتكم الجامعية، ونأمل أن تواجهوا تلك الصعوبات وتجتازوا ذلك الامتحان بجدارة كما فعلتم اليوم مع تحديكم الأول .
شكرا للقيادة الحكيمة
وأضاف : نشكر لكم حضوركم، ونقدر مابذلتم من جهود التعاون والتواصل مع الجامعة طوال السنوات الماضية من أجل الوصول بأبنائكم إلى هذا اليوم مكللين بتاج المعرفة، فهنيئاً لكم بأبنائكم الخريجين وهنيئاً لنا بطلابنا الخريجين .ويطيب لي بهذه المناسبة أن أرفع خالص الشكر والتقدير باسمي وباسم أعضاء أسرة الجامعة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني على دعمهم غير المحدود لمشروعات الجامعة وبرامجها التطويرية، كما أرفع باسم الجامعة الشكر والتقدير لسموكم الكريم على رعايتكم حفلنا هذا ودعمكم المستمر ورعايتكم هذه الجامعة، والشكر والتقدير لمعالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي نائب وزير التعليم العالي والأخوه الزملاء في الوزارة على دعمهم للجامعة .
كفاءة وطنية عالية
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن كلمة أعلن فيها عن بدء الدراسة في العام القادم في ثلاث كليات جديدة هي كلية الشريعة والقانون وكلية طب الأسنان وكلية الصيدلة، معرباً عن سروره برعاية احتفال الجامعة بتخريج طلابها .
وأكد سموه على أهمية مواكبة مسيرة التعليم الحديث على المستويين المحلي والعالمي وتخريج شباب قادرين على مواجهة التحديات بثقة وكفاءة عالية ليكونوا قادرين على العمل في مختلف مؤسسات الدولة , مشيراً إلى أن الحكومة الرشيدة تسهم في صنع المستقبل الملائم للأجيال القادمة وتكافئ المبدعين والمتميزين في المجالات كافة.
وقال سمو الأمير سعود إننا نفخر بهذه الكوكبة من الخريجين الذين تزودوا بالعلم وتحولوا من مقاعد الدراسة إلى ميادين العمل وهم يحملون آمالا كبيرة لمستقبل زاهر يسهمون من خلاله في رقي الوطن وتطوره الذي يقوده باقتدار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
وتوجه بالشكر والعرفان للقيادة الحكيمة على دعمها السخي للتعليم العالي وللجامعات في مناطقنا الغالية ، ولجامعة حائل التي استثمرت الدعم السخي لبناء بنيتها التحتية على أفضل المستويات، وقال إننا في هذه اللحظات التاريخية التي نشهد فيها تخريج الكوادر السعودية المتميزة لسوق العمل ونشهد قطع شوط كبير في مشاريع المدينة الجامعية الجديدة بالإضافة إلى جملة من البرامج والأنشطة الهادفة التي تسهم بأداء الجامعة لرسالتها العلمية والاجتماعية والوطنية على أكمل وجه لتأهيل شباب الوطن والوصول بهم إلى مستويات علمية عالية، معرباً سموه عن شكره لمعالي مدير جامعة حائل ولوكلاء الجامعة وعمدائها وأساتذتها على ما يبذلونه من جهود ملموسة.
بعد ذلك قام سموه بتوزيع الشهادات على الخريجين ثم تسلم سموه هدية تذكارية بالمناسبة كما التقطت الصور التذكارية مع الخريجين .
حضر الحفل وكيل إمارة منطقة حائل الدكتور سعد بن حمود البقمي ووكيل الإمارة المساعد خلف بن علي الخلف وأمين منطقة حائل المهندس عبد العزيز بن إبراهيم الطوب ومدير شرطة منطقة حائل اللواء يحيى بن ساعد البلادي وعدد من المسؤولين وأولياء أمور الخريجين .