|
كتب- مدير التحرير للشؤون الثقافية
كنا نتعلق بالأمل، وفي المجلة الثقافية - التي تطبع باكرًا - دعونا له بالشفاء، والتجأنا من قدر الله إلى قدر الله؛ وهنا لا نملك إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة والرضوان.
مؤسس الجزيرة «المجلة» والحفيُّ المرافق ُلها في مجالس إداراتها وجمعيتها العمومية يغادرنا لنفتقده؛ أكثر من غيرنا، كما يفتقده الوطن عالمًا جغرافيا ومؤرخًا ونسابةً وشاعرًا وراويةً وعالم لغةٍ ومعدَّ برنامجً إذاعي عتيد، وأول رئيسٍ للنادي الأدبي في الرياض قبل سبعة وثلاثين عامًا وصاحب عمورية التي طالما التجأ إليها في معتزله الصحراوي الجميل ليؤلف ويبدع ويجيب ويستقبل ويستضيف ...
وماذا بعد ...
رحيل الكبار وجعٌ يسكن الحدق؛ فلم تمضِ أيامٌ على رحيل شيخ النقاد «الفتى المكي» عبد الله عبد الجبار حتى رحل عالم الدرعية وشيخ أدبائها والمرتحل بين اليمامة والحجاز، والمرتقي «جبال الجزيرة» والمجيب عن «القائل والمقول».
وكان وفاء الجزيرة الأخير مع المؤسس العَلم العالم إصدار كتابٍ كاملٍ عن سيرته ومسيرته بصورةٍ توثيقيةٍ مشتملةٍ على شهادات مجايليه وتلاميذه ومريديه، وقد دشن الكتاب في احتفال كبير ضمن أمسيات الوفاء التي اشترك في تنظيمها نادي الرياض ومؤسسة الجزيرة وشهدت حضورًا كبيرًا وكلمات وقصائد وذكريات، كما كانت الجزيرة - على امتداد حياته - قريبة من نبضه وقلبه ومشاعره وشعره ؛ فهي الجزيرة وطنًا وبناءً وعطاء.