إذا لم يكن أمامنا سوى المراكز الأهلية لعلاج المدمنين، فلا بأس. فبعض العائلات حالها ميسور، وتستطيع أن تدفع نفقات العلاج والتنويم في هذه المراكز. وهذا قد يقلل الضغط الموجود حالياً على مستشفيات الأمل في المملكة، والتي وقفت عاجزة عن استقبال الحالات المتزايدة، وصار العلاج والتنويم شبه مستحيل، إلا بواسطة من العيار الثقيل!
مشكلة المدمنين، أنهم يعانون من تهميش كبير، سواء على المستوى الاجتماعي أو على المستوى الرسمي. فأهم ما يحتاجه المدمنون من المؤسسات الرسمية، هو العلاج والتأهيل، وهذا ليس متوفراً، فقد يظل المدمن سنوات طويلة في انتظار أن يجد له سريراً في المستشفى، ولكم أن تتخيلوا ماذا سيفعله المدمن، أثناء هذا الانتظار. وأكثر ما يحتاجه المدمن من المجتمع، هو التفهم والدعم والتسامح، وهذه كلها غير متوفرة، فنحن ننظر للمدمن، على أساس أنه مجرم، وهو ليس كذلك، فهو ضحية ضعيفة الإرادة، ومن منا لا تضعف إرادته؟! يجب علينا اليوم، دعم برامج مستشفيات الأمل دعماً عاجلاً، من قبل الوزارات الحكومية المعنية، ومن المؤسسات الأهلية ورجال الأعمال وميسوري وميسورات الحال. يجب على كل واحد منا في الحقيقة، المساهمة في علاج وتأهيل المدمنين والمدمنات، كل حسب استطاعته. فالمخدرات لا تهدد المدمنين فقط، إنها تهدد ابن وبنت كل واحد منا.