) يرتبط ذهنيا اسم الكليات العسكرية لدينا بالعمل الشاق والجلد حتى الآن البعض يتصور أن هذه الكليات ترادف معاني التعب والإرهاق المختلفة، البعض الآخر ربطها بالشمس والعرق واسمرار البشرة. بين هذا وذاك قسم بسيط يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك فالصورة الذهنية للكليات العسكرية لديه مستوحاة من أفلام هوليوود فالأسلحة والدبابات والنظارات السوداء لابد من توافرها.
) على أرض الواقع الكثير من ذلك صحيح فالانضباطية متواجدة والعمل الشاق حاضر بقوة والشمس والحرارة هما الضيفان الثقيلان دائماً على جباه الجميع، ليس هذا وحسب بل الجزاءات متوفرة أيضاً هذه الكلمة التي لا يطيق سماعها أي منتم لهذه الكليات، ولكن ما قد يدهش البعض هو التطور التقني المتواجد في هذه الكليات.
) الزائر أو الدارس لإحدى هذه الكليات قد يصدم من التقدم التقني والمعرفي الذي تشهده هذه الكليات على مختلف مسمياتها، فالتقدم الحاصل يستوجب من الجميع وقفة احترام وتقدير وكيف حولت هذه التكنولوجيا القطاع العسكري لقطاع يشار إليه بالبنان عند الحديث عن أي تزاوج بين قطاع معين والتقنية.
) الأدلة على هذا التقدم كثيرة جداً ومن الصعب حصرها أو ذكرها في مقال ولكن على سبيل المثال لا الحصر حصول مدير عام كلية الملك فهد الأمنية اللواء الدكتور فهد بن احمد الشعلان على جائزة أفضل مدير تنفيذي في الشرق الأوسط ما هو إلا دليل على ما ورد ذكره فهذا الرجل مثال حي لمقولة «الرجل المناسب في المكان المناسب»، لقد وصلت كلية الملك فهد اليوم إلى مكانة عالية جعلتها من الخيارات الأولى لأي شاب من خريجي الجامعات وممن تصل معدلاته إلى مستويات عالية تؤهلهم الالتحاق بكليات علمية متقدمة.
) لقد جعلت هذه التنظيمات الإدارية والتقنية كلية الملك فهد تدخل في سباق مع مثيلاتها حول العالم وتلك التي تنتمي إلى كبريات الجامعات سواء على مستوى المملكة أو خارجها، فهاهي البحوث والدراسات والمجلات العلمية الخاصة بالكلية تتصدر اهتمامات الكثير من الباحثين وتعد مصدراً منهما في علوم الجريمة والأمن، كما أن الكلية بما تعقده من ندوات ومؤتمرات أصبحت قبلةً للعديد من الباحثين على مستوى العالم العربي والإسلامي. وخاتمة القول إن كلية الملك فهد الأمنية إذا ما استمرت على نهج الدمج بين الإدارة الرائعة والتكنولوجيا فلن يكون أمامها لتصل إلى المراتب العالمية سوى فترات زمنية نأمل من المولى القدير أن يعيننا على تخطيها وكسبها لما يعزز من إعلاء كلمته ورفعة وطننا وخدمة مليكنا وولاة أمرنا.
