ما أن تدلف إلى أي مكتبة أو قرطاسية إلا وهناك ملخص أو ملزمة في مواد دراسية تكاد تنحصر في المواد العلمية (العلوم بأقسامه واللغة الإنجليزية والرياضيات)، وذلك غير مقتصر على أيام الامتحانات فحسب، بل صار متواجداً بشكل شبه دائم، وقد وصلت ذلك الحضور إلى حد ظاهرة غير صحيحة مستساغة مقبولة، بل ظنها البعض من أولياء أمور الطلاب والطالبات أمراً هاماً وضرورة حتمية، حتى خيل لمن يراها بذلك الكم الهائل أننا في دولة لا تؤمن الكتب لطلابها وطالباتها فيضطرون إلى تلك الملازم والملخصات!! ويكمن ضرر تفشي تلك الظاهرة إلى أمور عدة، منها: العبء المادي المترتب على اقتنائها؛ إذا ما أخذ في الاعتبار التفاوت في الحالة المادية بين الأسر وكثرة الأبناء، علاوة على ضرره البالغ و هو إضعاف رغبة الطالب والطالبة في البحث والتعلم؛ لا سيما أن جل تلك الملازم والملخصات تقتصر على المعلومة فقط مما يفوت على الطالب جوانب التفكير والاستنتاج وغيرها.
والعجب أن التطوير القائم في مجال التعليم العام قد أعطى تلك المواد عناية تامة في المضامين وطريق إخراج الكتب، ولكن ذلك الداء الذي بدأ يتسلل إلى جسد المؤسسة التعليمية سيفوت الفرصة للاستفادة من تلك المقررات المطورة التي أنفقت عليها المبالغ الطائلة.
ومن هنا أناشد المسؤولين في جهاز التربية والتعليم بضرورة منع تلك الظاهرة وإيقافها ومحاسبة كل من يساهم في استمراريتها من منسوبي التعليم بشقيه في مؤسسات التعليم الحكومي والأهلي.
والله من وراء القصد.