|
كتب - سلطان المهوس
مع قرب الأول من شهر يونيو المقبل وهو اليوم الأول لاجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الكونجرس) والذي سيقام في العاصمة السويسرية زيورخ بدأت وتيرة التنافس تأخذ منعطفا تصاعديا صاخبا بين مرشحي رئاسة أكبر منظمة كروية بالعالم (الفيفا) حيث يتناطح الصديقان الحميمان سابقا جوزيف سيب بلاتر السويسري العجوز والقطري محمد بن همام العبد الله في سباق محموم ومثير نحو الكرسي الأكثر سخونة بالعالم..
جوزيف بلاتر والذي يتربع على هرم الفيفا منذ ثلاث دورات سابقة (1998- 2011م) اختار أسلوب التقليل العملي من خصمه فكانت كامل تصريحاته منذ إعلان بن همام وقوفه ضد بلاتر تعبر عن التقليل من إمكانات بن همام ولعل آخر تلك التصريحات تلك التي أكد فيه بلاتر أن الفيفا مع ابن همام سيعود لمرحلة الصفر..!!!
بقاء بلاتر مرة رابعة هو في نظر الشخصية السويسرية المثيرة للجدل أمر طبيعي ويفرضه المنطق بحسب بلاتر نفسه الذي وجد دعما لوجستيا مهماً من قبل المكتب التنفيذي بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم بقيادة تلميذه بلاتيني وكذلك من قبل المكتب التنفيذي بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم بقيادة صاحب المصالح المتشابكة عيسى حياتو..!!
ابن همام الذي اختار طريقة مخادعة للترويج لنفسه بالانتخابات المقبلة تتضمن إدخال التشكيك المالي المتواصل بمنظومة الفيفا تحت قيادة بلاتر وهو الأمر الذي يفجع بلاتر ويقلقه ولاسيما وأن رائحة الشواء المالي غير القانوني قد فاحت من خلال اتهامات الصحف الإنكليزية بعد الانتهاء من مراسم اختيار مستضيفي كأسي العالم وهما روسيا 2018م وقطر2022م.
بلاتر يراهن على التقليل من إمكانات ابن همام وخطورة التغيير حيث يحاول وضع الاتحادات الـ208 داخل دائرة الاستمرارية العملية بموجب قوانين وأنظمة الفيفا وهو ما لا يريده ابن همام الذي يرغب في تشكيل ديموقراطية تغتال مركزية الفيفا المتعبة للاتحادات..
رهان العرب.!!
القطري محمد بن همام شن هجوما عنيفا هو الأول من نوعه بتاريخ علاقة الطرفين (بلاتر - ابن همام) حيث قال بن همام إن بلاتر يدير الاتحاد الدولي الذي يرأسه منذ العام 1998 كملكية خاصة له، مشيرا إلى التواطؤ من بعض العاملين في المؤسسة الدولية مع بلاتر الذي يسخرهم للدعاية لبرنامجه، على نحو لا يتفق ولوائح الاتحاد الدولي للعبة الشعبية الأولى في العالم.
وأشار إلى أن بلاتر، يتبع أسلوبا غير شريف، حيث يوجه الاتهامات لكل من يقف ضده، أو يعلن تأييده له -أي لابن همام- كما فعل مع الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
وقال ابن همام إن بلاتر إنسان غير صادق في وعوده، فقد وعد أكثر من مرة بعدم خوضه للانتخابات على رئاسة الفيفا مرة أخرى، بعد فوزه بانتخابات الدورة الحالية، إلا أنه عاد ليرشح نفسه ويكرر الأمر مرة أخرى بأن الفترة الرئاسية القادمة ستكون الأخيرة له -إذا حسم الانتخابات لصالحه-.
وعن برنامجه الانتخابي، أكد ابن همام أن شعاره في هذه الانتخابات هو الشفافية التي سيوليها اهتماماً كبيراً، حال نجاحه، نظراً للغموض الكبير الذي يغلف التعاملات المالية لأعضاء اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم.
وأشار رئيس الاتحاد الآسيوي أنه سعيد بالدعم المصري لترشحه لرئاسة الفيفا، ووجه الشكر للشعب المصري، إضافة إلى الإعلام في مصر، كما أكد تأييد الاتحاد الكويتي وكذلك السعودي لترشحه، مشيراً إلى أنه يلقى تأييد كافة الدول العربية، إلا دولة واحدة، فضل عدم الإفصاح عن اسمها.
وأضاف ابن همام أن أصوات دول آسيا وإفريقيا لن تضمن له النجاح، لافتاً إلى أنه يضمن تأييد نسبة كبيرة من اتحادات قارتي آسيا وإفريقيا، وأكد أنه يسعى للحصول على أصوات دول أمريكا الشمالية والجنوبية وبعض دول الاتحاد الأوروبي.
وأكد بن همام في ختام حديثه أنه سيضع -حال نجاحه- العديد من الإجراءات التي تكفل عدم تكرار سياسة عهد بلاتر، إضافة إلى محاولة تحسين الأجواء داخل الفيفا الذي أصبحت سمعته السيئة محط انتقاد الجميع.
وتحدث بلاتر عن منافسه على رئاسة الفيفا، محمد بن همام، وفرص فوزه بالمنصب، والأخطاء التي وقع فيها (الفيفا) ومهام المستقبل، بالإضافة إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم النسائية التي تستضيفها ألمانيا هذا الصيف، وفي ما يلي نص المقابلة:
لقد صرحت بأنك واثق من الفوز في انتخابات الفيفا.. ما الذي يجعلك متفائلا بهذا الشكل؟
- أتمتع بثقة في نفسي، وأثق في أن الاتحادات ستختارني لرئاسة الفيفا لأربعة أعوام أخرى.
متى كانت آخر مرة التقيت فيها بابن همام؟
- خلال مؤتمر اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم في أسونسيون.
وكيف كان الأمر؟ هل سلمت عليه باليد وتبادلت معه أطراف الحديث عن موضوع انتخابات الفيفا مثلا؟
- لا.. على الإطلاق، لقد التقينا كما يلتقي الناس عادة في مجال كرة القدم، فقد احتضنته وتحدثت معه قليلا قبل أن نذهب للمؤتمر، ولكني لم أدخل في أية مناقشة معه، كان الأمر مجرد أن قلت له: مساء الخير.. هل أسرتك بخير وصحتك جيدة فحسب.
اشتعلت حدة الحملة الانتخابية مؤخرا بشكل ملحوظ. ما رأيك في الانتقادات الأخيرة التي وجهها إليك منافسك؟
- آخر انتقادات وجهها لي كانت بسبب اتفاقنا مع الإنتربول (لمكافحة المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات). كان يتعين عليه (ابن همام) أن يصفق للقرار، إذ إنه يؤكد في برنامجه الانتخابي عزمه العمل من أجل تحقيق المزيد من الشفافية والتصدي للفساد واتفاقنا مع الإنتربول خطوة مهمة على هذا الطريق، إلا أن ابن همام انتقد الاتفاقية، وهو أمر غير مفهوم بالنسبة لي.
ولكن هل يتم هذا التعاون من خلال دفع 20 مليون يورو للإنتربول؟
- لن ندفع 20 مليون مرة واحدة، ولكنها مقسمة على عشر سنوات. وقد تم بالفعل إدراج الثمانية ملايين الأولى في ميزانية 2011 حتى 2014، وتمت الموافقة عليها والتصديق من قبل اللجنة المالية.
يتهمك ابن همام بالتصرف بشكل أحادي وعدم التشاور مع اللجنة التنفيذية، فبماذا ترد؟
- لا يمكنني دعوة اللجنة التنفيذية للانعقاد في كل مرة. أنا رئيس تنفيذي فوضتني اللجنة التنفيذية والجمعية العمومية للفيفا بالتصرف من أجل وضع حد لعمليات التلاعب في مجال كرة القدم، سواء كانت تعاطي منشطات أو عنصرية أو فسادا أو مراهنات غير قانونية أو عنفا، وهذا يعني أنه يجب تركي أتصرف.. أكرر مرة أخرى أني أرى أنه كان يتعين على ابن همام أن يصفق ويقول لي: «أحسنت أيها الرئيس..أنت الآن تسير على نفس الطريق الذي أعتزم السير فيه».
لماذا يتعين على الـ208 اتحادات الأعضاء في الفيفا التصويت لك مطلع يونيو المقبل وليس لمنافسك؟
- الفيفا كيان ثابت من الناحية المادية والتنظيمية، هو مثل الوحدة الصلبة، ولا يتعين هدم هذا الهرم، فثمة مهام لا يمكن تفويض الاتحادات القارية بها.
يقترح ابن همام زيادة صلاحيات الاتحادات القارية على حساب التجمع المركزي للفيفا، فما رأيك؟
- هو يرغب في إعطاء القوة للاتحادات القارية الستة، لا أرى أن هذا الأمر من الممكن أن يستقيم، ولا يمكنني تصور تغيير كيان الفيفا بالكامل.
في الوقت الراهن، فالأمر صعب التحقيق لأسباب تنظيمية أيضا، فالكيان التحكيمي وقواعد اللعبة والإجراءات الانضباطية والتأديبية والمباريات الدولية وكل هذه الأمور هل يجب نقلها إلى الاتحادات القارية؟ لا أعتقد بأن الأمر من الممكن أن يستقيم.
ما هي النتائج المحتملة في حال تنفيذ هذا التصور؟
- لن تتضرر الاتحادات صاحبة النفوذ الأكبر، وهي أوروبا، أما بالنسبة لأميركا اللاتينية فهي ستتخطى الأمر بصعوبة، ولكن ماذا سيحدث مع اتحادي إفريقيا وأميركا الشمالية والوسطى وجزر الكاريبي (كونكاكاف) على سبيل المثال؟..كيف يمكن لهذه الاتحادات أن تستمر؟ ونقطة أخرى مهمة: أين هي عالمية كرة القدم في هذه الحالة؟.. هذا الوضع قائم منذ 107 أعوام، ولا يمكن للمرء التخلص منه بهذه السهولة.
لكن صورة الفيفا أصبحت سيئة وأنت رئيس هذا الجهاز الذي يواجه اتهامات بالفساد، كما سبق وقال رئيس الاتحاد الإنجليزي السابق لكرة القدم ديفيد تريسمان إن أربعة من أعضاء اللجنة التنفيذية طلبوا الحصول على خدمات مقابل إعطاء أصواتهم لملف إنجلترا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2018 فما تعليقك على هذه الأمور؟
هذه الأمور تصيبني بحزن مزدوج، أولا لأن هذه الاتهامات تضر بسمعة الفيفا، وثانيا لأنه لم يتم الحديث عنها قبل الآن. لماذا لم يتكلم اللورد تريسمان قبل ذلك؟ كان من الممكن أن يتحدث في وقت سابق، وتحديدا وقت الإعلان عن الدول المستضيفة لكأس العالم مطلع ديسمبر 2010 ولكنه انتظر ستة أشهر قبل أن يتحدث.. مسألة غريبة.
لماذا برأيك جاءت هذه الاتهامات الآن؟ هل تعتقد بوجود رغبة من الإنجليز في إلحاق ضرر شخصي بك لأنهم لم يحصلوا إلا على صوتين فقط في السباق على استضافة كأس العالم 2018؟
لا أعلم.
هل هناك سبب في اختيار هذا التوقيت بالذات للحديث عن اتهامات جديدة؟
- ليس من الجميل بالطبع أن نقرأ عناوين صحف في هذا التوقيت بالذات تتحدث عن اتهامات فساد جديدة للفيفا.
هل تشعر بالألم لأن اتهامات الحصول على رشوة ترتبط دائما بنفس الأسماء ؟ وهل آن الأوان أخيرا لتسريح بعض العناصر من الفيفا؟
أعدك بأننا سنتعامل بحزم بالغ، مع العلم بأن الوضع ليس بهذه السهولة، فكل اتهام يجب إثباته أولاً، إذ إن مجرد الاعتماد على بعض الأقوال لا يكفي للتدخل الحاسم، فالكثير من هذه الأمور هي شائعات تكفي لصناعة عنوان خبر صحافي، ولكنها لا تكفي لاتخاذ إجراءات قانونية.
لكن لا يمكنك بالطبع أن تضمن نزاهة جميع الأعضاء بنسبة 100%؟
- يمكنني الحديث عن نفسي فحسب..حاول بعض الناس إثبات أي شيء ضدي سنوات طويلة ولكن دون جدوى.
إذن أنت تضمن نزاهتك الكاملة؟
- أقول دائما إن تربيتي والفترة التي قضيتها في الجيش تركت أثرها فيّ، فقد قضيت نحو 1400 يوم في الخدمة، وفي النهاية توليت قيادة فوج، وإذا قيل الآن إن قائد هذا الفوج متورط في أي شيء فسأجد 3500 جندي كانوا تحت قيادتي، أمامي في الغد..الأمر ليس مزحة.
انضم رئيس الاتحاد الألماني تيو تسفانتسيجر مؤخرا للجنة التنفيذية للفيفا خلفا لفرانز بيكنباور.. كيف تقيم الاتحاد الألماني لكرة القدم؟
- يمكن الاعتماد دوما على الاتحاد الألماني لكرة القدم، وأعتقد بأن علي إرسال تحية خاصة لتيو تسفانتسيجر، فبالرغم من كل الرياح المضادة وقف وقال إنه يؤيد بلاتر، وأنا سعيد لأنه صار في اللجنة التنيفيذية، فهو رجل قانون يعرف الرياضة جيدا، وهو صاحب كفاءة مميزة.
هل تعاد جولة الانتخاب؟؟
إذا لم يستطع أحد طرفي الصراع على الكرسي الملتهب الحصول على ثلثي أصوات الاتحادات الـ208 فستكون هناك جولة إعادة وحيدة للانتخابات كما هو النظام الانتخابي الدولي ولذلك يتحتم على الطرفين الحصول على عدد 138 صوتاً مباشرة لإعلان الفوز المطلق دون الحاجة للاقتراع الانتخابي مرة أخرى ويميل مراقبون لأمرين لا ثالث لهما أما أن يحسمها بلاتر بقوة وبفارق كبير أو يتم اللجوء لجولة أخرى وتتغير المخرجات ولاسيما بعد إعلان الإفريقي والأوروبي التأييد الكامل لبلاتر.
الأردن ترفض ابن همام بسبب كوري جنوبي..!!
مصادر الجزيرة أكدت أن الدولة العربية الوحيدة التي أكد ابن همام أنها لن تصوت له هي الأردن وذلك على خلفية وقوف ابن همام العلني مع الكوري الجنوبي تشونج في سباق الوصول لمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أمام الأردني الأمير علي بن الحسين في الكونجرس الآسيوي الذي عقد بالدوحة مؤخراً.