نُقل عن شهود عيان أن مهاجمين أطلقا النار على السيارة التي كانت تقل الدبلوماسي السعودي في كراتشي رحمة الله عليه «حسن القحطاني» من جهتين لسيارته! وذكرت قناة «دنيا نيوز» التليفزيونية بأن الهجوم وقع على بعد نحو كيلومتر من مقر القنصلية السعودية! وقالت إن المسلحيّن لاذا بالفرار من المكان بالرغم من التواجد الأمني المكثف بالمنطقة! وللأسف الشديد أن هذا الهجوم وقع بعد أيام من قيام مجهولين برمي القنصلية السعودية في المدينة بقنابل يدوية دون أن يتسبب الهجوم في إصابة أحد، وبالرغم من التحذيرات التي بلا شك أن السفارة السعودية في كراتشي على علم بها إلا أن الضحية يقود سيارته بنفسه دون حراسة أمنية! وقد تم اغتياله على مقربة من موقع عمله والمجرمان على دراجات هوائية وليس على مركبة فضائية من الصعب احتجازها أو توقيف مخططها! ولقد تعرضت السفارة في الأسبوع الماضي للاعتداء كما ذكر من قبل مجهولين ألقوا قنبلتين يدويتين على المبنى، ما أدى إلى أضرار بسيطة جداً في المبنى دون أن تقع أي خسائر في الأرواح.
مما يشير إلى أن هناك خللا في الحماية الأمنية للسفارات السعودية، وللدبلوماسيين في تلك الدول التي يشهد لها بالمنازعات وتصميمها على الانتقام بأقسى ما لديها من عنف بغض النظر من يكون الضحية! حيث أعلنت وكالة أنباء «رويترز» أن طالبان باكستان أعلنت مسؤوليتها عن مقتل الدبلوماسي السعودي. وعندما أدان «عبد العزيز الغدير» سفير السعودية في باكستان لرويترز قائلاً: «ندين هذا الهجوم، وأي شخص يقوم بهجوم كهذا لا يمكن أن يكون مسلما».
فمن البديهي أن روح الانتقام والتهديد لا يمكن أن تنمو في جسد العبد المسلم الذي يتقي الله في خطواته وأفعاله، لكن هل بمكانته الدبلوماسية الحساسة استطاع قياس حجم الخطر الواقع على سفارته وأعضائها والوضع الأمني حولها؟ حيث إن هناك ما ينذر بالخطر كما حدث في سفارتنا بإيران! حيث إن دور السفراء عظيم وخطير، بالرغم أن وضع سفارات تلك الدول لدينا في الحي الدبلوماسي بالرياض يحاط بالاهتمام وتوفير الحماية وليس من السهولة الدخول إليه مثل السابق خاصة بعد الأحداث الإرهابية منذ عام 2003م.
بل لا يوجد ما يقلق أعضاءها لأنه لا يتم مقابلة كل حدث أو فعل بحدث مساو له في الأثر والضرر، حتى عمالة تلك الدول الكثير يشهد بتضررنا منهم إذا لم يكن على المستوى الأمني، تجد ذلك الضرر على المستوى الأخلاقي والاقتصادي. وبالرغم من ذلك فإن الروح الانتقامية لا تسيطر على العلاقات الدبلوماسية لدولتنا المتسامحة، ومن المستحيل أنها تساهم في خسارتها لأرواح دبلوماسيها بسبب حروب طائفية أو مذهبية، لأنها ليست حديثة العهد على الساحة.
لكن لا نريد أن تتكرر مأساة تايلاند، والآن كراتشي، ولا نعلم ماذا سيحدث في إيران، إذ لابد من الحماية الأمنية المشددة لكل من تحمّل مسؤولية هذه المهام الدبلوماسية سواء بالداخل أو الخارج، وقبل أن ترتفع نسبة ضحايا علاقاتنا بالدول المضطربة في أمنها.
moudy_z@hotmail.com