كان الموت أقرب إليه من «جذع الرقبة «!! فقد منعه الأطباء من مخالطة الناس خوفاً على حياته!! وقدروا كلفة علاجه بـ3 ملايين ريال من مرض السرطان!!
فلا يتوافر له علاج إلا في «مشفى وحيد بالولايات المتحدة الأمريكية» وعائلته المكلومة لم تستطع جمع سوى نصف المبلغ المطلوب فقط..مما جعل حياته على شفا جرف هار!!
هذه المعلومات الوحيدة التي نمتلكها قبل مغادرة الرياض للقاء «الطفل طلال» ابن «الأحد عشر ربيعاً» والذي بدأ حياته يصارع المرض..
لكن من أخبرني عنه نسي أن يحدثني عن الإرادة والصبر التي يمتلكها الطفل وإصراره على البقاء في هذه الدنيا ولو لساعة واحدة !! فقد أبهرني «ما شاء الله تبارك الله» بابتسامة الرضى وبمعنوياته المرتفعة وإيمانه الكبير بالله عز وجل ونفسيته الرائعة المتقدة بالحب والتفاؤل وحديثه عن أحلامه وطموحاته المستقبلية متناسياً المرض وآهاته!!
عُرضت قصة طلال» قبل 21 يوماً» على الشاشة وهي على «اليوتيوب» للفائدة، أيقنت بعدها بأثر «العامل النفسي» لمن هم في مثل حالته.. بمعنى أن «صبر وتفاؤل المريض وعدم استسلامه» هو «خيل الرهان» لمرضى السرطان فمن «امتطاه «كان في «المقدمة» مستمتعاً بهذه الدنياً ناجحاً فيها بأمر الله.
أي أن العيش «بالأمل وقوة الإيمان بالله والاعتقاد بأن ما أصابك لم يكن ليُخطئك « تساعد على تجاوز المعضلات والمصائب وتحطم السرطان وتقزمه!!
والشواهد حولنا كثيرة فقد لا يعلم الكثير أن هناك «خمسة من مشاهير الوسط الإعلامي والفني مصابون بالسرطان» ورغم ذلك يؤدون أدوارهم على الشاشة باقتدار!! يبتسمون ويرسمون البسمة على شفاه الآخرين ولا يعلم بإصابتهم إلا محيطهم الضيق!! والسبب يعود لأنهم أقوياء بإرادتهم وإيمانهم.
ليلة البارحة تلقيت اتصالاً «من أمريكا» لا أعرف من يكون صاحب الرقم!!
أجبت وإذ «بصوت طلال» من بعيد هذه المرة وبنفس نبرته المتفائلة يقول مرحبا أنا الآن بولاية «بنسلفينيا « والأطباء يجرون «الفحوصات والتحاليل النهائية» قبل العملية دعواتك لي.
«دمعت عيني حينها» وقلت ما أرحمك ربي بعبادك «بلمحة بصر» تغير من حال إلى حال.
بكل تأكيد « أمثال طلال» كثر وهم قادرون على هزيمة المرض بالإيمان «بقضاء الله وقدره» ثم «بابتسامة حسن ظن بالله» شبيهة بتلك الابتسامة التي أطلقاها طلال «شفاه الله» وأعاده لأحضان والديه سليماً معافى.
وعلى دروب الخير نلتقي
fahd.jleid@mbc.net