في عدد الجزيرة ليوم الخميس الموافق 2-6-1432هـ كتب الأخ محمد آل الشيخ في عموده معلقاً على التقرير الذي نشر في جريدة (فاينانشال تايمز) البريطانية حول البطالة في المملكة وما يترتب على ذلك من هواجس لها علاقة بالأمن حيث عزت الجريدة الأمر إلى تدني مستوى التعليم بالمملكة وقد التقط الكاتب آل الشيخ هذا الخيط حينما تحدث عن هذا الهاجس، والحقيقة وإن كان قد طرح رؤيته حيال هذا الموضوع وهي تردي مستوى التعليم بدرجة كبيرة مما تسبب في كثير من المعوّقات بالمجتمع وهذه حقيقة واقعة ولعل من يطالع مناهج السنة الأولى الابتدائية يدرك هذه الحقيقة المؤلمة.
ومع هذا نقول يجب ألا ننساق خلف هذا الهاجس وندير ظهورنا عن المسببات الأخرى للبطالة فالمشكلة ليست محصورة بمخرجات التعليم فقط، فهناك معوقات يجب عدم إغفالها والتي من الممكن أن تحل جزءا كبيراً من مشكلة البطالة لكبح جماح العمالة الوافدة.
فهناك الكثير من العمالة الوافدة تم استقدامها من قبل أفراد ومؤسسات وهمية فإذا كان لدينا عمالة أجنبية وافرة لسد جميع الاحتياجات المطلوبة فإن لدينا صفّاً ثانياً من الاحتياط الجاهز من تلك الجنسيات في انتظار أي فرصة للقيام بأي عمل حتى وإن كان غير مشروع.. ولكن لا عجب حينما نرى من يطارد من يبحث عن لقمة العيش الشريفة من (المواطنين) ممن اضطرتهم الظروف للبيع على الطرقات العامة والأرصفة ممن يجلبون في المواسم بعض الخضار والفواكه والتمور ولعل هذا من الطبيعي لو أن كل منافذ البيع المنتشرة في الأسواق المجمعة وفي الشوارع الرئيسية قد تم سعودتها لأن في ذلك حفظ لمصالح المواطنين من أصحاب المحلات.. أما والحال كذلك فمن المؤكد أننا سنظل نعاني من هذه الإشكالية.
صالح بن عبدالكريم المرزوقي