انقلاب المفاهيم أزمة في الفكر والتفكير يعيشها بعضهم في الوسط الرياضي ويعاني منها العاملون المحترفون في ذات الوسط لأنها هي من جعلت التخبط الإداري في تكرار تغير المدربين خطوة جريئة نحو تحسن الأداء الفني وهي من عدت تهجم اللاعب على مدربه غيرة وحرصا على الفريق وهي من صورت الهزيمة والتأهل للدوري الثاني في البطولة الآسيوية ثقة وتمرسا في البطولة وهي من اعتبرت احترام وتقدير المنافس خوفا وخشية منه.. بعد تأكد مواجهة الهلال والاتحاد في الدور الـ16 ظهرت أصوات نشاز تحاول وتعمل على التقليل من قامة وقيمة الهلال و تحدثوا وكتبوا صراحة وبدون أدنى حد من الحياء بأن الهلال يخشى الاتحاد ! مستندين إلى لغة التصاريح الهلالية المبنية على احترام المنافس التي يتعامل بها الهلاليون مع كل منافسيهم وهذا الذي لم يستوعبه أو يدركه أصحاب الأفق الضيق واعتبروه خوفا عندما قلبوا مفهوم كرة القدم الذي يعتمد على أساس مهم وهو احترام المنافسين.. ليس سرا أن الهلاليين يعتبرون الاتحاد ندا قويا ومنافسا ويتعاملون معه على أنه بطل خاصة، وأنه ينافسهم على البطولات منذ أكثر من عشر سنوات خاصة بعد أن احتل الاتحاد مكان منافسة الهلال بدلاً عن فريق آخر كان ينافس الزعيم.. في تاريخ الهلال لم يخش الزعيم من مواجهة أي فريق ولم يهرب من مقابلة فريق ما بافتعال قضية اعتداء على الباص ليعود بدون أن يلعب تلك المباراة ويكسبها من خلال المكاتب ولم يخترق الأنظمة والقوانين ويسجل ستة لاعبين محترفين أجانب للمشاركة في بطولة خارجية ولم يقم باستبدال لاعب أجنبي بلاعب أجنبي آخر ليلعب مباراة واحدة بحجة إصابة اللاعب الأول بإصابة مزمنة أثبتت الأيام عدم صحة تلك المعلومة ولم يحرض لاعبي الأندية الأخرى على ترك أنديتهم ويسافر بهم إلى خارج ارض الوطن وفرقهم تلعب مباريات مهمة.
الهلال معروف عنه أنه يبدع ويمتع عندما تلعب المباريات في أجواء نقية بعيدة عن الأشياء الخارجة عن المنافسة الشريفة مثل محاولات الإيذاء وتعمد الإصابات الخطرة وهذا ما يخشاه الهلاليون بالفعل في مباراتهم القادمة مع الاتحاد خاصة انه في آخر ثلاث مباريات بين الفريقين ظهرت مثل تلك الحالات المشينة من لاعبي الاتحاد ضد لاعبي الهلال بدؤها مع ولهامسون العام الماضي وحاولوا إيذاء رادوي في مباراة الدور الأول وختموها في تكرار ضرب الفريدي في المباراة الأخيرة ولربما ستزداد في المباراة القادمة خاصة مع حضور مدرسها الخصوصي الأول ديمتري.
ليس خافيا أن الاتحاديين يعدون الهلال منافسا قويا، وصعب هزيمته في الظروف الطبيعية لمباريات كرة القدم ولم يتحدث الهلاليون أن الاتحاد يخشى الهلال خاصة عندما لجأ الاتحاديون إلى استدعاء المدرب ديمتري على وجه السرعة قبل مباراة الهلال القادمة والحاسمة و أجلوا اجتماع أعضاء شرف ناديهم إلى ما بعد مباراة الهلال ولاعبيهم يلعبون مباراة الشباب في الدوري الماضية وقائدهم محمد نور يحذرهم من الالتحامات الخطرة لتفادي الإصابات قبل مباراة الهلال وكل هذه الدلائل تثبت أن الاتحاديين أنزلوا الهلال المنزلة التي يستحقها انه فريق مُهاب يخوف وما يخاف.
سطوة النجوم والأندية المحترفة
أزعم وربما يشاركني الكثير من الرياضيين أن الهلال أكثر فريق في الأندية المحترفة يضم بين صفوفه نجوما من فئة النخبة ومع ذلك هو أفضل الأندية احترافية و استقرارا وهذا يعود بالمقام الأول إلى تطبيق النظام بصرامة على جميع اللاعبين وأنه لا أحد فوق النظام مهما علت نجوميته وبلغت أهميته.
اللاعب خالد عزيز مثلاً غاب ليوم واحد فقط في هذا الموسم باعتراف مدير الكرة بنادي الهلال الأسطورة العالمي سامي الجابر ومع ذلك سالت كمية كبيرة من الأحبار وكتبت مقالات كثيرة تشكك في العمل الاحترافي والانضباطية داخل الفريق بالرغم من الإدارة الهلالية تعاملت مع الموضوع باحترافية تامة عندما خصمت من مرتب اللاعب وأبعده الجهاز الفني عن تدريبات الفريق الأول إلى الاولمبي.في المقابل نجد أن هناك أندية أخرى أقل من الهلال وبكثير من ناحية كثرة تواجد النجوم ومع ذلك لم تستطع إدارات تلك الأندية على التعامل مع حالات كثيرة من تجاوزات بعض اللاعبين بسبب غياب تطبيق النظام و إصدار العقوبات الصارمة ضد المخالفين. في مسألة عدم احترام المدربين كنت أعتقد أن لاعب الاتحاد محمد نور هو اللاعب السعودي الوحيد الذي لا يحترم مدربيه ويقف أمامهم بل ويقيلهم إذا لم يسيروا على هواه لأنه يشعر انه فوق النظام وان الاتحاد بحاجته أكثر من حاجته هو لناديه وأنه مهما فعل ومهما غاب سيجد هناك من ينافح ويدافع عنه حتى أصبح فريق الاتحاد عنوانا للانفلات والفوضى الاحترافية ولكن المشكلة أن هناك أكثر من نور منتشر في الأندية فهذا لاعب الاتفاق صالح بشير أزعجته انتصارات فريقه وثار على مدربه السابق مارين حتى أسقطه وعاد اللاعب وكأن شيئا لم يكن بمباركة من إدارة ناديه وكذلك لاعب النصر محمد السهلاوي الذي أصبح نموذجا للاعب المشاغب في ناديه يخرج وينتقد مدربه في الإعلام لأنه لم يشركه في مباراة واحدة وفي المباراة الأخرى يذهب ويركب في حافلة فريق الاتفاق بدون إذن من إدارة ناديه غير مقدر لوضع فريقه ونفسيات أنصار ناديه الذين سالت أدمعهم بعد هزيمة مذلة ومع ذلك يكون اللاعب بعدها أساسيا في المباريات ولا يتم تغييره حتى وإن كان يلعب على الواقف كما حصل في مباراة فريقه أمام الاستقلال.
في الختام لن تتخلص الأندية التي تسمي نفسها أنها أندية محترفة من سطوة النجوم ما لم تطبق النظام على الجميع بحزم وشدة وتعامل كل اللاعبين بسواسية لأن اللاعب لن يحترم ناديه وهو يشعر أنه فوق النظام واللاعب الآخر لن يطبق النظام وهو يشاهد إدارة ناديه تتساهل مع زميله.
سليمان الجعيلان
suliman2002s@hotmail.com