من يشاهد وضع الرائد في الوقت الراهن يرثى لحاله بعدما كان ذئباً تهابه أعتى الفرق أصبح الآن صيداً سهلاً وحملاً وديعاً بإمكان أي فريق أن يتغلب عليه في أرضه وبين جماهيره وبنتيجة كبيرة ولو بحثنا عن الأسباب لوجدنا أنها ما هي إلا تراكمات منذ موسمين فالأخطاء هي نفس الأخطاء والعلة لم تعالج على الرغم من أن المهتمين بالبيت الرائدي أصابهم الملل من كثرة النداء والمطالبة بتصحيح الأوضاع ولكن لا حياة لمن تنادي، ولو استعرضنا الأخطاء للمرة المليون وأعلم يقيناً أن المتابع للشأن الرائدي يعرفها جيداً أكثر من اسمه، لكن للتذكير كما قال سبحانه وتعالى {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} تغيير المدربين، أجانب دون المستوى، الدلال الزائد، التفرد بالرأي، الغياب الشرفي، لاعبين مستهلكين، ولعل ظهور المدرب السابق البرازيلي لوتشيو في حوار صحفي كشف من خلاله عن الأسباب التي جعلته يسارع بتقديم استقالته بعدما اكتشف الخلل وطالب بالتصحيح لكن دون جدوى.
وما زاد الطين بلة وأضاع جهود رئيس النادي فهد المطوع هو وقوعه ضحية لسماسرة كقضية عايل على سبيل المثال فبعدما تكشفت الأمور تبين أن هناك سمسار من دولة الكويت الشقيقة كان له نصيب من الكعكة، وفوق هذا وذاك التعاقد مع لاعبين مستهلكين ودون فائدة تذكر كمقلب طلال المشعل والذي قيل عنه أنه ضالة الهجوم الرائدي فالمشعل خرج ولم يعد وما زالت قضية هروبه في أدراج الاتحاد السعودي لكرة القدم ولم تسترد قيمة حق الرائد المسلوب.
ومن الأسباب الأخرى التي ساهمت في هبوط مستوى الرائد هو الغياب الشرفي الكبير فليس هناك اجتماع شرفي منذ أن تولى الرئيس الحالي فهد المطوع الرئاسة والأعظم من هذا كله أنه -أي المطوع- لم يسبق أن عقد اجتماعاً مع أعضاء مجلس إدارته فكيف يريدون أن يكون الرائد في أعلى المراتب، فإذا كان رئيس النادي قد همش أعضاء الشرف ورجالاته وأعضاء مجلس إدارته فكيف يريدون أن يقارع الرائد كبار الأندية السعودية، وعلى الرغم من الضخ المالي الكبير إلا أنه لم يحقق الإنجاز الذي حققه إبان رئاسة عبدالعزيز المسلم في عام، عندما أنهى الدوري في المركز السابع وكان قاب قوسين أو أدنى من الدخول إلى المربع الذهبي مع الأخذ بالاعتبار أن الفوز يعتبر بنقطتين وكان عدد الفرق اثنا عشر آنذاك والضخ المالي في ذلك الوقت لا يقارن أبداً بما ضخه الرئيس الحالي فهد المطوع ولو ضاعفناه مليون مرة.
محمد الحبيب - محرر رياضي بجريدة شمس