بداية أتمنى ألا يؤخذ ما سيأتي لاحقاً على أنه من باب الغرور أو الانتقاص من شأن وقدر أحد بقدر ما هو من باب التوضيح وإعطاء كل ذي حق حقه بعيداً عن (المهايط) والنفخ الكاذب دون مبرر أو سند.
ذلك أن (الله سبحانه وتعالى) هو المتفرد بالقدرة على أن يودع بعض الأسرار والخصائص في عينات من خلقه تميزهم عن سواهم سواء كانوا أفراداً أو جماعات، وهذه حقيقة لا مراء ولا جدال فيها.
وبالتالي انعكاس تأثير هذه الخصائص على أعمالهم وعلى سلوكياتهم وتصرفاتهم وحتى على المحيطين بهم.
ولأن الوسط الرياضي عبارة عن كتاب مفتوح وبالتالي سهولة التعرف على الكثير من خفاياه وتفاصيله ومن ثم سهولة فرز الصالح من الطالح.
وبما أن العبد الفقير إلى ربه كاتب هذه السطور أحد الذين عايشوا مراحل مسيرتنا الرياضية على مدى ما يقارب نصف قرن.. لذلك فمن الطبيعي أن تختزن الذاكرة الكثير من الشواهد والقراءات للعديد من الجوانب المتعلقة بأنديتنا الكبيرة وخصائصها.
وبناء عليه لم أجد -كمتابع- أي مشقة في الوصول إلى قناعة مطلقة بأن (للزعيم الهلالي) كاريزما خاصة لا يمكن تقليدها أو تداولها، ألا وهي كاريزما البطل الواثق الذي لا يلتفت إلى الخلف، وإنما ينظر إلى الأمام وإلى الأعلى دائماً.. لهذا بات من المسلّم به أنه لا ينافس الهلال إلا الهلال، وعلى المقيمين خارج نطاق المنافسة مراعاة فارق الفكر.
ما هكذا تورد الإبل
باستثناء المهذب (محيسن الجمعان) يصر باقي أقرانه من محللي قناة الجزيرة الذين يتولون مهمة تحليل الدوري السعودي تحديداً، على (دس) أنوفهم في أمور لا تعنيهم فضلاً عن أنهم لا يفقهون فيها أصلاً كالتحكيم وما أدراك ما التحكيم..؟!
مقدم البرنامج (عبدالعزيز البكر) الذي فشل في التخلص من عقدته الزرقاء حتى بعد انتقاله إلى قناة الجزيرة، وهي الفرصة المواتية ليتحلل من أعباء تلك العقدة التي ظلت تلازمه منذ أن بدأ أولى خطواته الإعلامية، والتي كان البعض يعزوها إلى الضغوطات (الصفراء) التي تُمارس عليه.. لتنكشف الحقيقة أمامهم مؤخراً من أن المسألة عقدة متأصلة لا دخل للآخرين فيها..؟!
وكونه المتحكم في تسير وتوجيه دفة البرنامج.. إلا أن ذلك لا يعفي أولئك المحللين من وزر الوقوع في شراكه من خلال إقحامهم عنوة في تحقيق رغباته المتمثلة في البحث عن أي هفوة يمكن أن تؤدي إلى إدانة هلالية بأي شكل من الأشكال إلى درجة الإصرار على وضع الإجابات التي يريدها في فم الواحد منهم من نمونة (عبدالجواد) الذي فشل هو الآخر فشلاً ذريعاً في إقناع المشاهد والمتابع بقدرته على تقديم الحد الأدنى من الرؤى الفنية الصائبة في مجال اختصاصه.. فإذا به يخوض ويفتي في المسائل التحكيمية لينطبق عليه المثل الشعبي الذي يقول (غشيم ومتعافي) -مع الاعتذار للغشم-، خصوصاً وأن (99%) من فتاواه هو وزملائه التحكيمية قد ثبت فشلها بمجرد عرضها على الخبراء..!!
عموماً: هم يخسرون ولا يكسبون لاسيما في ظل ارتفاع معدل فهم ووعي المتلقي الذي أضحى أكثر قدرة على معرفة الطرح النزيه من الطرح المحكوم بالدوافع والأغراض الخاصة..؟!
لأنهم لا يعرفون من أين تؤكل الكتف؟!
يبدو أن من يعنيهم أمر الكرة الطائرة لا يعرفون من أين تؤكل الكتف كيما تحصل هذه اللعبة الجميلة على حقها من اهتمام قناتنا الرياضية العزيزة أسوة بغيرها من الألعاب الجماعية الأخرى.. مع أن تلك الألعاب ليست بأفضل حالاً ولا منجزات من كرة الطائرة.. إلا إذا كان مجرد نقل النهائي هو غاية ما تستحقه هذه اللعبة.. ولا أستبعد أن يكون لغياب (الأصفرين) عن ساحة المنافسة على بطولات هذه اللعبة دور في هذا التجاهل العجيب..؟!
وطالما أن أحد حضورهما معاً أو أحدهما للمنافسة قد يطول، وقد لا يتحقق على المدى المنظور.. فإن من الحكمة والفطنة أن يتحرك ويتحرف من يعنيهم أمر هذه اللعبة في سبيل اقتناص إحدى الوسائل التي قد تزيل هذا الجفاء.. لعل أقل تلك الوسائل مؤونة وكلفة هو القيام بزيارة خاطفة يتم من خلالها تقديم بعض الواجبات المدائحية في بضع كلمات باعتبارها الوسيلة المثلى التي فرضت ومكّنت العديد من (السحنات) والوسائل الإعلامية الهامشية من احتلال موقع الصدارة في الظهور صباح مساء.. خصوصاً وأن المتلقين لتلك (الرشات) المدائحية يصفونها بـ(الشهادات والأوسمة) التي يفاخرون بها..؟!
جربوا فلن تخسروا شيئاً على رأي الأعور الذي ضربوه على عينه فقال ساخراً: أصلها خربانة خربانة.
للزعماء فقط
(ما شاء الله تبارك الرحمن) أمجاد وتتويج يوم الخميس.. وأمجاد وتتويج يوم الجمعة.. وأمجاد وتتويج قبل شهر.. اللهم لا حسد.
والقادم أزهى وأبهى وأجمل.