خالفت لجنة الأخلاق واللعب النظيف باتحاد الكرة المعايير السائدة والمعروفة لجائزة اللعب النظيف لسبب غير معروف ظاهراً. واستبعدت الفريق المتصدر لقائمة اللعب النظيف ومنحت الجائزة لفريق آخر.
لن أدخل في أسماء الفرق حتى لا تختلط الألوان ويفسر الموضوع وفقا لهذه الألوان.
فمن المعروف أن الجائزة ينالها في كل المسابقات والمنافسات الفريق الأقل حصولا على البطاقات سواء كانت صفراء أم حمراء، وهذه البطاقات التي يمنحها الحكام للاعبين أثناء المباريات تعطي مؤشرا لمدى تحلي هذا الفريق أو ذاك بالأخلاق ومبادئ اللعب النظيف. ولكن يبدو أن لجنة الأخلاق واللعب النظيف باتحاد الكرة لم يسرها أن تذهب الجائزة لفريق (س) وهو الفريق الأقل حصولا على البطاقات والأكثر حرصا على الانضباط الأخلاقي والسلوكي في الملاعب، فاخترعت في اجتماع تداول منح الجائزة معيارا تستطيع من خلاله تجريد الفريق (س) من الجائزة ومنحها لفريق (ص). فأعلنت أنها تستبعد من المنافسة على الجائزة أي فريق حصل أحد لاعبيه على عقوبة إدارية بالإيقاف..!! وهكذا تم استبعاد فريق (س) ..!!
وهذا معيار (تفصيلي) تستطيع اللجنة أن تفصله على مقاس الجائزة والفريق الذي تريد منحها إياه أو الفريق الذي تريد حرمانه منها. لأنه معيار حضر فجأة بعد ختام الدوري ومعرفة الفريق المتصدر للعب النظيف. وبالتالي فإن ظهور أي معيار جديد بعد معرفة النتائج وترتيب الفرق فهو يعني تدخلا سافرا في مسار الجائزة وانتفاء لنزاهتها. فالمعايير يجب أن تكون واضحة ومعلنة قبل ظهور النتائج وانكشافها.
وفي برنامج مساء الرياضية الأخير أجاب الكابتن زكي الصالح عضو لجنة الأخلاق واللعب النظيف عن سؤال حول السبب وراء عدم احتساب نقاط معينة للعقوبات التي تصدر بحق أي لاعب ومن ثم حسمها من مجموع نقاط الفريق فقال: ليس هناك لائحة، ولم يكن لدينا وقت لتنفيذ مثل هذا التنظيم، وبالتالي تم اللجوء لهذا الإجراء العاجل. وفي الموسم القادم سيكون هناك لائحة وتنظيم محدد.
إذن لجنة الأخلاق واللعب النظيف تخلت عن التنظيم المعتاد والمتعارف عليه في كل البطولات الكروية لكنها في نفس الوقت لم تلجأ إلى لائحة جديدة ومعتمدة ولكنها فقط استحدثت معيارا واحدا مثيرا للشبهة يفهم منه أنه من أجل حرمان الفريق المتصدر من جائزته المستحقة.
فالمعيار الجديد كان من الأولى أن يكون ضمن لائحة جديدة ومعتمدة، لا أن يخرج وحيدا هكذا مثيرا للشبهة والشك والريبة.
لقد كان جديرا باللجنة أن ترسي مبادئ الأخلاق واللعب النظيف من خلال معايير تحمل نفس المعاني، وأن تنأى بنفسها عن الميول والتفسير والتأويل. ولكنها للأسف رسبت في أول اختبار وفصلت معيارا جديدا يحقق لها غايتها، ولكنه يقتل الجائزة، ويفرغها من أهدافها السامية، ويعزز صورتها الذهنية لدى الكثيرين بأنها جائزة جبر الخواطر، أو جائزة الترضية.