وهوى الشيخُ على قوس الغمام
حطَّ في الكون وشاحاً ووسام
من كنوز الرأي أثرى دربهُ
ثابتُ العزم جسورٌ وهُمام
وهَمَتْ أخلاقهُ سكبَ ندىً
يشتهي رِيّها شوقُ الأنام
خاض بحر العلم سيّاف دُجىً
صِنوُ فجرٍ هصر الليل وقام
هذه الصحراءُ في أعماقه
جابها سهلاً وودياناً وأطام
(وطويقٌ(1)) ذاك كمْ غنَّى له
(والمجازُ(2)) السفرُ ينبوعٌ سِجام
رقص الشعرُ على أقلامه
أين منه (الشنفرى(3)) راعي الذِّمام
كل نجم مرّ في صحراتنا
هزَّه شوقاً وأضناهُ الغرام
صدرهُ الرَّحبُ له الوجدُ مدىً
وثنايا (حَضَنٍ(4)) إشراقُ هُيام
غابت الذكرى وفي الوادي(5) صدىً
وعلى العارضِ(6) من فقدٍ غَمَام
سيظلُّ الصوتُ رجعاً نابضا
يُلْهِمُ العقل ويستجلي الظلام
وطنٌ أهداك حباً صادقا
وإذا ما غبتَ يعلُوه قَتَام
هو ذا العلمُ الذي أودَعْتَهُ
يا نديّ الحرفِ إذا الحرف استقام
(1) طويق: جبل طويق.
(2) المجاز: المؤلف الشهير للفقيد.
(3) الشنفرى: الشاعر الجاهلي، وأحد الصعاليك العدائين.
(4) حضن: جبل في سلسلة جبال طويق.
(5) الوادي: وادي حنيفة.
(6) العارض: منطقة اليمامة.