شهد «اليوتيوب «خلال اليومين الماضين تحميل مقطعين يتفقان في المضمون ويختلفان في المعنى!!
فالأول يحمل اسم «منال... تقود سيارتها في شوارع الخبر» والمقطع الثاني يحمل اسم «أم علي راعية اللكزس». يشدك في مقطع أم علي وهو «تقرير من أخبار الإمارات» أن «موزة» هذه العجوز الثمانينية التي تقود سيارة من نوع «لكزس» لا تعرف أن تنطق اسم سيارتها!!
فهي مرة تقول «كلسز «ومرة «كلسلز» بشكل «عفوي» رغم أنها تقول أقود السيارة قبل «اتحاد الدولة» منذ أربعين عاماً، وكان الكثير من الرجال لا يعرفون قيادة السيارة «آنذاك» فأقوم بتوصيلهم.
أم علي تقود سيارتها «اللكزس» على شاشة التلفزيون وهي ترتدي «البرقع أو البطولي» والعباية والدراعة تلتزم بالأنظمة وقد حصلت على «ليسن السياقة» بعد إنشاء إدارة المرور في «رأس الخيمة»!! وهي تعود لمنزلها بعد توصيل «أحفادها العشرة» لمدارسهم لتتفقد زيت السيارة ومحركها.
أما «المقطع الأول» فتخرج فيه «منال» هكذا تطلق على نفسها وبالمناسبة تبدو أكثر تعليماً من أم علي و»تتحدث انجلش» «وتترزز بنظارتها السوداء» وهي تقود سيارتها «كاشفة الوجه» رغم عدم حصولها على «رخصة قيادة» في مخالفة صريحة «للأنظمة والتعليمات» وبجوارها امرأة أخرى تقوم «بتصويرها» لتتبادلان الحديث حول احتياج «منال» لقيادة السيارة لقضاء حاجاتها وأنه نفد صبرها ويجب أن تقود سيارتها بنفسها؛ لأنها مسجلة باسمها، وأن السائق يكلفها مادياً و»يتحرش بها» إلخ.. من الصعوبات والمبررات التي تسوقها لفعل ذلك، وتشكر بعض الأسماء التي ساندتها ووجهتها وأنه حان وقت «مسح الأمية والجهل» لكيفية قيادة المرأة للسيارة كما تقول!!
المقطع الأول كانت مدته «دقيقة وأربعين ثانية، والمقطع الثاني تجاوز الثماني دقائق والفرق بينهما كبير جداً!!
فأم علي خرجت «كواقع اجتماعي» قبل اتحاد دولتها وإنشاء أجهزة المرور فيها!! وهي تقود سيارتها بموجب «ليسن سياقة» ولا أحد ينكر قيادتها للسيارة في الشارع.
أما منال، فلا تزال تُعتبر ذات «مطالب جديدة» لم يقبل أو يتقبل المجتمع بها بعد ولا بتصرفها دون الحصول «على رخصة قيادة»!! وبكل تأكيد لا يقره النظام تبعاً لذلك!!
فهل تفهم منال حكاية أم علي!!
أم تستبق الزمن بوضع العربة قبل الحصان!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net