نحن أبناء العروبة نمارس الأخطاء بعناية فريدة وبأشكال متعددة وليس هذا من قبيل جلد الذات التي طالما لاحقتنا هذه التهمة وأقضت مضجع الكاتب وحاصرته، وكأني به يهدم مابنته الدولة من إنجازات لامثيل لها ولاشبيه. وربما تناسى من يقرع الكاتب بسوط اللوم أن مهمة الكاتب الحقيقية إنما يتحدد في إظهار عوامل الخلل ونقاط التباين التي تظهر بعد إنجاز أي عمل كان صغيرا أو كبيرا، أنا في هذا المقال لست بصدد المدح أو الذم لأي مشروع وطني وهو مايمكن أن يسبب صداعا جديدا للكاتب هو في غنى عنه وخصوصا عقب التعديلات الرقابية الفضفاضة، وكما أن الكاتب لا يملك المبالغ لدفعها لوزارة المالية التي تعاني الشح الذي تنضح به وجوه مسؤولي هذه الوزارة العتيدة عند صرف أي مبلغ صغر أو كبر، سوف أبتعد كثيرا عن هذه الهموم وأتحدث عن - العقال - ذلك الرمز الذي انفلت من ركبة بعير هائم في الصحراء.. ليستقر فوق هاماتنا نحن ذكور هذه الأمة العربية المجيدة ولأن العقال أصبح رمزا تاريخيا يتحتم المحافظة عليه وألايتم استخدامه إلا في موضعه الذي يليق به، واستخداماته كثيرة ومتعددة فهو الحافظ بعد الله لثبات الغترة البيضاء أو الشماغ الذي عرفناه أحمر اللون لكنه ما لبث أن دخلت عليه ألوان متعددة بفعل مجلس التعاون وما سيتبعه من ألوان جديدة طارئة، العقال الموضوع بعاليه، لا أقصد عاليه لبنان إنما أقصد رأسك الكريم يمكن أن يكون سلاحا فاعلا للمعارك التي - تقب - بسرعة لتهدد الطرف الآخر ولهذا السلاح ميزة إيجابية أنه لن يرغمك إلى الذهاب إلى المنزل لجلب أسلحة أخرى وهو من الأسلحة - السوداء - لأن الأسلحة البيضاء معروفة ومصنفة وهذا اسم أملك حقوقه بالكامل، وأدعو الله العلي الكريم أن يعمي بصيرة السادة الأمريكان لكيلا يتم ضم العقال المسكين ومن تحته إلى قائمة أسلحة الدمار الشامل ونلحق ولدنا خالد الدوسري، فك الله قيده، السلاح الأسود قد يستفاد منه لدى بعض الجهلة في فض الاشتباكات العائلية، بطبيعة الحال من جانب واحد، في بعض البلدان التي خاضت تجربة الديمقراطية وتجاوزت مفهوم التصويت الانتخابي وتم فهم هذا المصطلح على الطريقة المصرية الشعبية وهذا لم يكن مجديا على طريقتنا الخليجية العربية، الأمر الذي أرغم الإخوة أن يكون التفاهم بالسلاح الأسود وآخر الدواء العقال وسلامتكم.