في ندوة معهد الإدارة العامة التي عُقدت الأسبوع قبل الماضي أكد الأمين العام المساعد للهيئة السعودية للتخصصات الصحية أن 44 % من الشهادات الصحية التي تقصَّت عنها شركة أجنبية متخصصة في توثيق الشهادات خلال العامين الماضيين كانت مزوَّرة. وأكد أيضاً أن 5 معاهد صحية أُغلقت، وتم تجميد 50 برنامجاً صحياً؛ لأنها لا تتوافق مع البنود التي وضعتها الهيئة.
بعض المتخصصين في الشأن الصحي والإعلامي رأوا أن نشر هذه الإحصائيات مؤشر جيد؛ للبدء في إصلاح الخدمات الصحية المتردية. والبعض الآخر يرى أن وضعاً كهذا الوضع، فيه كل هذا التزوير وكل هذه المعاهد والبرامج غير المتوافقة مع البنود الرسمية، سيصبح من الصعب إصلاحه، إلا بمعجزة يتم فيها تغيير الأنظمة والبرامج والاستراتيجيات الحالية، والاستعانة بعقول إدارية قادرة على تفهُّم الواقع الحالي وعلى صناعة واقع جديد. وهذا ليس قدحاً في العاملين اليوم في الوزارة؛ فهم اجتهدوا بما وهبهم الله من عقول، ولكن الزمن يتغير بسرعة، وهذه التغيرات تفرض مساحة من التعاطي الإداري والاستراتيجي الجديدَيْن، ولا أظن أن أحداً يدَّعي أنه قادر على العطاء في 1390هـ وفي 1432هـ بالدرجة نفسها من التميز!
في الندوة نفسها قال وكيل وزارة الصحة إن الوزارة تعاني مشكلات في الكوادر البشرية والنظام الإداري والبنية التحتية المتهالكة. هو الذي قال ذلك، لا أنا ولا غيري.