الجميل واللافت في بطولة الهلال الأخيرة أنها ليست مجرد بطولة حقق مثلها وأفضل منها وقبلها 51 بطولة وإنما في توقيتها وفي تسجيلها لأرقام قياسية وأولويات جديدة أثبتت بالحقائق الدامغة تفرده وتميزه، وأنصفت بالألقاب المتعددة قوته وزعامته، وثمنت على أرض الواقع بذل وعطاء ورقي ووعي محبيه ورموزه ورجالاته..
أرقام غير مسبوقة وحقائق تاريخية لا يلغيها أو يتجاهلها إلا مكابر، ومسألة أنها تعطي للهلال حقه وتبرزه وتضعه في قمته فهذه مفروغ منها ولا جديد فيها، وإنما الأهم والمطلوب هنا هو الإمعان جيدًا في تفاصيلها وأسبابها وظروفها وعوامل وأجواء تحقيقها ومحاولة التعلم منها والاقتداء بها، وهو بالمناسبة مطلب أو لعلها نصيحة صادقة كنّا دائمًا نتوجه بها إلى كل من يريد أن يطور نفسه ويتجاوز أزماته ويطوي سنوات إخفاقه، لكن لا أحد منهم كان صريحًا مع نفسه شفافًا صادقًا مع جماهيره، لم نسمع من يعترف بواقعه الحقيقي وبقوة وتفوق الهلال، أعياهم التعصب فتاهت خطاهم، تفرغوا تارة للتغني بماضٍ انتهى ولن يعود وبمنجز عابر لا قيمة له اليوم، وتارة أخرى انشغلوا بالتشكيك والتنديد والتهميش بالبطولات والإنجازات الزرقاء..
بطولة الدوري الهلالية بقيمتها وتميزها وباختلافها عن سابقاتها تدفعنا جميعًا بمختلف ميولنا وانتماءاتنا واهتماماتنا إلى التنويه بإعجاب والحديث باحترام عن ثقافة وفكر وحضارية الهلال النادي والتأسيس والجماهير والرموز بدءًا بمؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد شفاه الله ومرورًا بعدد غير قليل من الرؤساء والإداريين وأعضاء الشرف وانتهاء بالعشرات من النجوم الكبار، وعن ديمومة تفوقه واستمرار عطائه وإنتاجه لمزيد من الأجيال المضيئة نجومية والحاضرة تألقًا وإبداعًا..
متى نتعلم؟
مساء يوم أمس الأول السبت وفي اليوم التالي لتتويج الهلال ببطولة دوري زين وعلى النقيض مما حدث هنا من فوضى تنظيمية مخجلة في ملعب الأمير فيصل بن فهد شاهدنا هناك في استاد خليفة وفي نهائي كأس الأمير كيف صنع القطريون من التتويج حدثًا وطنيًا مهمًا وفرحًا حقيقيًا مبهجًا وإبهارًا كرويًا مدهشًا..
لا أدري إلى متى ونحن نقف عاجزين عن إدارة وتنظيم مثل هذه المناسبات الوطنية بالشكل اللائق بها وبأهميتها؟ ما الذي ينقصنا حتى نكون بمستوى ما نراه في قطر وفي غيرها من دول الخليج؟ من المسؤول عن هذه الفوضى؟ لماذا نتراجع وغيرنا يتطور؟ لماذا يبقى الإخراج التلفزيوني للمباريات والمناسبات أسير أهواء وأمزجة وتقليعات مخرجين يقتلون المتعة ويشوّهون الواقع والوقائع؟ متى يكون للمنصة الرئيسة هيبتها وللتتويج أجواؤه الاحتفالية المعبرة ومراسمه المنضبطة؟
حوار المفلسين
طرح الإعلامي الكويتي المخضرم محمد المسند في حوار مقتضب مع الزميل النشط يوسف الصلحاني رأيًا مهمًا ومنطقيًا يتعلق بالتأثير السلبي لبعض القنوات الرياضية على الكرة الخليجية، وخص تلك التي تعتمد على الحوارات التصادمية، وزاد بقوله: «حين تخصص قناة ما برنامجًا معينًا لمناقشة قضايا عادية في بلد آخر فهذا يدل على إفلاسها»..
الكثيرون يتفقون مع المسند، وشخصيًا سبق أن ذكرت في أكثر من مناسبة أن المشاهد سواء كان مشجعًًا أو مسئولاً ملّ وتشبع من اعتماد بعض القنوات على الإثارة الرخيصة المبتذلة، ومن تركيزها على الآراء التلفزيونية الانطباعية الجامدة، اليوم في ظل التزاحم الشديد والتسابق المحموم من الصحف الورقية والإلكترونية والقنوات الفضائية والمنتديات أصبح المتلقي يبحث عن التقارير الموضوعية والاستطلاعات الشيقة والحوارات السريعة المقننة، وعن الخبر الانفرادي العاجل والمعلومة الصحيحة والتحليلات الفنية البعيدة عن التهويل والتصعيد وتصفية الحسابات..
ماذا يستفيد المشاهد من برنامج حواري يضم أسماء هي نفسها تتكرر أسبوعيًا وأحيانًا يوميًا لأكثر من ثلاث سنوات ليناقش بعد فوات الأوان قضايا محسومة ومنتهية أشبعت من قبل نقدًا وتحليلاً؟ وكيف يكسب الثقة والاحترام والمصداقية وهو أصلاً محكوم بمواقف مسبقة وتسيطر عليه رؤى وانطباعات شخصية لكتّاب معروفة عند القراء سيرتهم وتوجهاتهم وتجاوزاتهم؟ وأي إمتاع يمكن أن تقدمه مثل هذه البرامج بعد استهلاكها بأطروحات أهدافها مكشوفة ومضامين متفق عليها؟
- ليست المرة الأولى، ولا اتحاد الطائرة وحده الذي يجامل المهزوم بالتغاضي عن أخطائه على حساب مكتسبات وحقوق وتفوق المنتصر..
- أيهما سيقصي فريقه من البطولة ترهل دفاع الاتحاد أم سلبية هجوم الهلال؟
- أثبت الاتحاد بأهدافه الخمسة في مرمى النصر بالرغم من أنه لم يقدم سوى القليل من مستواه أنه عائد بقوة لسابق تمرسه الآسيوي..
- أخيرًا وبعد أن طارت الطيور بأرزاقها، وأصبحت بصماته العلامة الفارقة في سائر الملاعب، اكتشف النصراويون حقيقة الكابتن الشقي عبد الغني..
) قياسًا بنتائج مواجهاتهم المباشرة فيما بينهم جاء الترتيب النهائي للخمسة الأوائل منطقيًا وعادلاً..
) إذا كان الاتحاد الإيراني غير مسئول عن تصرفات الجماهير في المدرجات حسبما أكَّده رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام فمن المسؤول إذًا؟ ولماذا لا تعاقب الأندية على تجاوزات جماهيرها؟
abajlan@hotmail.com