أن يعقب خطاب الرئيس باراك أوباما الموجه للشعوب العربية للحديث عن «الربيع العربي» اجتماع مع نتانياهو وبعده خطاب للرئيس الأمريكي أمام اللوبي اليهودي الأكبر في أمريكا، فمعنى هذا أن اليهود يريدون من أوباما أن ينشر لهم «ربيعاً يهودياً» لا نقول شبيهاً للربيع العربي الذي صنعه الشباب العربي في ساحات الاعتصام، لأن اليهود ليسوا بحاجة إلى ربيع، فالربيع الأمريكي والغربي عامة يمدُ اليهود وبالذات الإسرائيليين بشذى الزهور في كل وقت، ولا فرق أن تكون زهور الربيع الأمريكي المقدمة لإسرائيل صواريخ وطائرات ودبابات لقمع الفلسطينيين العزل مثلما شاهدنا وتابعنا في غزة وغيرها من المدن الفلسطينية.
أوباما عرض أفكاره أمام اللوبي اليهودي عن ضرورة أن يقتنص الإسرائيليون حصتهم من «الربيع العربي» ويسهلوا «تمرير الدولة الفلسطينية» بالضوابط الأمريكية بدلاً من أن يفرض لهذا الربيع واقعاً جديداً يتعدى فقط إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م، فالربيع العربي وإن لم يقل أوباما بوضوح إلا أن كل من كان في القاعة التي خاطب فيها أوباما «لوبي إسرائيل» يعرفون أن «الربيع العربي» مهيأ أن ينقل اعتصامات الشباب من الساحات والميادين في العواصم والمدن العربية إلى الحدود مع فلسطين المحتلة، عندها ماذا يكون الموقف إذا ما زحف هؤلاء الذين ستصل أعدادهم إلى الملايين؟
هل تقصفهم إسرائيل بالدبابات وتقتلهم جميعاً مثلما فعلت مع «بروفة العودة» التي جربها الشباب الفلسطيني في ذكرى النكبة؟!!
هل تستطيع إسرائيل أن تقتل كل هؤلاء؟ وهل تستطيع أمريكا أن تدافع عن مثل هذه المذبحة..؟!!
إذن يقدم أوباما حلاً يتضمن دولة فلسطينية بشروط أمريكية، وهو ومن خلال ما عرضه على مؤيدي إسرائيل يطلب دعمهم للجم نتانياهو وجماعته من غلاة الصهاينة، وإن لم يفعلوا فإن زحف الربيع العربي سيجعل من اقتراح الدولة الفلسطينية لقمة لا تشبع الفلسطينيين والعرب من ورائهم.
jaser@al-jazirah.com.sa