الإرادة تقوى إزاء عمل أو أعمال يرى الإنسان من خلالها وضوح الحق وزوال الشك لأنها تمثّل الحقيقة التي كلما كانت واضحة يقينيةكانت أكثر جاذبية للإرادة ودافعة إلى العمل بموجبها! إن التفكير السليم والتأمل في الموضوعات وسيلة لجلاء الحقائق فيها والإدراك بما يترتب عليها من خير أو شر، والدين الإسلامي الحنيف يدعو باستمرار إلى التفكير والتأمل بكل ما في الكون وكل الأشياء المختلفة وسنة الله في كل الأمور نافذة سبحانه وتعالى، ولهذا فإنه من غير الممكن أن يصبح كل الناس على درجة واحدة من قوة الإرادة وسلامة اللفظ وسلاسة المنطق والحكمة والتفكير والتأمل ولله في خلقه شؤون، ومع هذا فإن المجتمع مدعو إلى البناء الحقيقي وهو بناء الإنسان باتباع طريق الإصلاح والابتعاد عن الفساد والإبقاء على المصلحة العليا وأن تكون أجيالنا متمثلة في التربية والبناء الديني والثقافي والحضاري وبناء الشخصيات البناء العلمي والعقلي أخلاقياً وإرادياً وإبداعياً والوصول في الأهداف والغايات إلى سلم المجد والثبات على الحق وإعلاء كلمة الله في الأرض، إن هذا لا يتم إلا بتضافر الجهود والتعاون والتآزر، وهذا لا يمنع على الإطلاق من التنافس الشريف والتسابق في أعمال الخير والبذل والتضحية، إن أعداء الأمة يريدون لنا أن نكون دائماً في العراء مكشوفين لهم لينفذوا أجندتهم وأهدافهم لتصبح هذه الأمة لا قيمة لها ولا مكانة!
فيا شباب بلادي لا تساعدوا هؤلاء الأعداء على تحقيق ما يصبون إليه وتمسكوا بقوة الإرادة التي تخيف العدو وتفرح الصديق وابتعدوا عن كل المؤثّرات التي لا تمت للدين ولا الأخلاق بصلة.
وتذكّروا أنكم من بلاد الحرمين وأنكم أحفاد قادة الفتح الإسلامي الذين سطر لهم التاريخ أروع الملاحم والبطولات لنصرة الحق ودحر الأعداء تمسكوا بالوحدة واشكروا الله على نعمته، وحافظوا على مكارم الأخلاق ولا تتأثروا بكل ما تشاهدون وتسمعون، فالتجربة أكبر برهان، واعلموا أنه لا قيمة للإنسان بدون الأمن والأمان وحماية واستقرار الأوطان، فأنتم أصحاب إرادة وأهل عبادة.