الاختبارات تترى، والطالبات ما زلن يمارسن فن الخربشة على طاولاتهن المدرسية في انتظار نهاية الزمن المخصص للاختبار!!. منذ أن سنّ التعليم الأعوام الدراسية، اختبار منتصف الفصل، الاختبارات الشهرية، الاختبارات الفصلية، وبروتوكول التعليم لم يتغير أو يتبدل إلا بشكل طفيف، طفيف جداً،
بما في ذلك الزمن المخصص للاختبار!!. ساعتان.. ساعة ونصف الساعة.. وربما ثلاث ساعات.. في حين أن الأسئلة قد تنجز في ربع ساعة في الغالب!!..
لماذا؟.. لأن البنية الأساسية لصيغة الأسئلة تبدلت مع تبدل العصر، تنوع المفاهيم، وتطور الآلية التعليمية! فليست بالمقالية وحدها، بل لابد أن تعطي العقل وتمنحه مساحة تفكير منتجة، بحيث لا يكون (العقل) قائماً بمهمة تفريغ ما تم اختزانه «فقط» في جزء الذاكرة والحفظ من دون وعي منه بماهية ما اختزن، وأيهم يفرغه لصالح هذا السؤال أو ذاك!!.
أجل، فازدحام المعلومات المكثفة في ذهن الطالبة، بسبب كثافة المنهج وترهله أدى بها إلى (كبس) الإجابة المطلوبة للسؤال، وغير المطلوبة في حيز ضيق تركته المعلمة لإجابة مختصرة، لم تعِ الطالبة بعد الصفة الصحيحة لتسجيل الإجابة المطلوبة كما هي دون زيادة أو إنقاص!!.
المشكلة التي لا تعاني منها مؤسسات التعليم العام فقط، بل والتعليم العالي أيضاً، ولم نقف على أس المشكلة الحقيقي بعد!! وإن كنت أرى أهمية تخصيص حصة أسبوعية يتم فيها توعية الطالبة بالكيفية الصحيحة للإجابة على قدر السؤال المعطى والذي يرتبط بثقة الطالبة بنفسها وبما تمتلكه من قدرات حفظ واسترجاع، وبالصيغة السليمة للسؤال، وتتدخل في هذه النقطة المعلمة واضعة الأسئلة بحيث لا تكون الصيغة ضمن الصيغ التي تحتمل عدة إجابات تشعر أمامها الطالبة بحرج شديد أي إجابة تريدها المعلمة!!؟. كما أن الحشو المبالغ به في المنهج، وعند وضع الأسئلة لابد أن ينظر في شأنه، ويعاد غربلته أو تدويره من جديد، ثم نعيد غربلة الزمن المخصص للاختبار، وبروتوكول أن الطالبة لن تخرج من القاعة إلا بعد مرور نصف الوقت في حين تكون قد انتهت من الإجابة بعد مضي 15 دقيقة أنهت فيها المراجعة ولا تجد لديها رغبة في مواصلة الالتصاق بالكرسي، وفي إصرارنا على بقائها إلى نصف الوقت تحريض منا لها على الخربشة على الأدراج بما تختزنه ذاكرتها من قصائد شعرية، وأغان تهدر بها وقتاً ثميناً تنحره ونحن نشاهد، أم أن وزارة التربية التعليم ستعالج المشكلة بمشكلة أسوأ بأن تفرض كشكولاً لخربشات منتصف الوقت!!. تقرأ فيها نفسيات الطالبات والتي أرى أن لا تُقرأ كي لا نصطدم بأنفس سلبية، منهارة، تشحذ حباً لم تكتمل تفاصيله لأنه لم يتكون، أو أنه خديج.
bela.tardd@gmail.comp.o.Box:10919-Dammam31443