في بدايات قراءتي للأدب لاح لي كتابه (على رُبى اليمامة) فمددت معه جسور الكلمة أعبر بها نحو عالم كنت أجهل عنه الكثير.. تلميذا يتعلم أبجديات الأدب وله في تلك المدرسة مع هذا (القامة) فصول.. عرفته حرفا نال من عمري زمنا.. وكثيرا ما يهمني أن أعرف أكثر عن أولئك الذين اقتسمت مع حروفهم الزمن.. فكنت أقرأ ما وقعت عيني عليه فيما كُتِب له أو عنه.. لم أكن من أولئك الذين شهدوا برنامجه الإذاعي الشهير: من القائل؟ فلم أكن حينها أميز الفرق بين ألف وباء.. لكني حظيت بالاستماع لمقاطع منه رأيت فيها المعجزة: فكيف لعقل أن ينبري لكل سؤال عن قائل قول في زمن لم يعرف محركات البحث؟ لكنه العلم حين يسكن القلوب.. والفكر حين ينير الدروب.. والجَلَدُ في اقتباس جذوة من كل شعلة تجلو ظلام الجهل وتبسط حكم العقل.. إنه سُلَّم الارتقاء الذي ينحني لمن أخلص له بحثا وفكرا وتدوينا.. فيحمله إلى تلك القمم..
عبدالله بن خميس عرفته مرتين أدين له فيهما (باثنتين) ..
عرفته المرة الأولى حين اصطف كتابه « على رُبى اليمامة» جوار كتب المنفلوطي والعقاد وطه حسين في مكتبتي الأولى؛ تلك التي شهدت ميلاد حب للأدب والحرف (قراءةً)..وعرفته ثانية حين احتضنت الجزيرة -التي أسسها- حرفي (كتابةُ)!
لست أدري أي قدر ذاك الذي جعله يقترن في ذاكرتي بالبدايات الجميلة؟ ربما هو ارتباطه رحمه الله بالريادة في كل شيء وكما قال أديبنا الجليل الأستاذ حمد القاضي: «لو تحدثت عن الشيخ عبدالله بن خميس تحديدا وجدت له ريادات عديدة»!
ربما كان لا يعرفني لكن ما أعرفه أنا أني أدين له بالفضل مرتين.. فرحمه الله وأعاض الأدب فيه خيرا..
almdwah@hotmail.com