|
المدينة المنورة - إلهام محمود
صرح الفائز بفرع السنة النبوية بموضوع مكانة الصحابة وأثرهم في حفظ السنة, الشيخ الأستاذ الدكتور خليل بن إبراهيم بن ملاّ خاطر بن محيمد الخضر العَزّامي قائلاً: لقد كرّم الله تعالى ورسولُه الكريم صلى الله عليه وسلم العلماءَ من المؤمنين فجعلهم بعد الملائكة مباشرة: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}، ورفعهم تعالى درجات {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، حتى جعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورثةَ الأنبياء عليهم السلام.
إن عنايتي بالصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم تعود إلى زمن بعيد، منذ كنت ألقي دروساً في السيرة النبوية بعد عصر يوم كل جمعة، في جامع الحميدي في مدينتي (دير الزور).
إنني بين أمرين: بين الخوف، والخشية أن يكون من باب: «لقد قُدّمت لكم حسناتكم في حياتكم الدنيا» وبين الفرحِ والسرور، لفوز بحثي بهذه الجائزة الكريمة، ويكون ذلك من باب «عاجل بشرى المؤمن» لذا أرجو منه تعالى مزيدَ فضله، أن يرزقني الصدقَ والإخلاصَ، وأن يبارك لي فيه، ويجعلَ له القبولَ عنده تعالى، ومن ثمَّ عند عباده، ويوم ألقاه عز وجل.
كما أحمده تعالى أن هيّأ لهذا البحث من يقدِّره؛ سواء من المسؤولين على هذه الجائزة، أو من أهل العلم والفضل، حيث لم يَضع جُهد ثمانٍ وأربعين سنة منذ بدء عنايتي بهذا الموضوع.
إن مكانة هذه الجائزة ذات طوابع متعددة؛ منها المكان؛ حيث هي في المدينة المنورة، ولا يخفى منزلتها. ومنها الموضوع؛ حيث تشمل شقين مهمين لكل مسلم؛ السنةَ النبويةَ وواجبَ المحافظةِ عليها ونشرِها، والصحابةَ رضي الله تعالى عنهم، وهم خير خلق الله تعالى بعد أنبيائه عليهم السلام، ثم المنهج الذي حمله هذا الموضوع، والعلاقة بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم قدوتنا وأُمرنا أن نتبعهم وأن نسير على نهجهم - لذا أحسن من اختار هذا العنوان، وجزاه الله تعالى خيراً - وهي تحمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، الموفق للخير - بإذن الله -، وهو الحريص على دينه وخدمة شرعه، وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. وله أيدٍ مشكورة في كثير من المجالات، ولا غرو فليست هذه الجائزة هي الوحيدة في هذا البلد، فثمة جوائز عدة، ابتداء من جائزة الملك فيصل، ومروراً بجوائز مسابقات القرآن الكريم والحديث الشريف.
ثم إن هذا البحث يتألف من مقدمة وتمهيد وأربعة أبواب.
أما الباب الأول - وهو مكانة الصحابة رضي الله تعالى عنهم في القرآن الكريم.
وأما الباب الثاني - وهو مكانتهم رضي الله تعالى عنهم في السنة النبوية.
وأما الباب الثالث: حرصُهم رضي الله تعالى عنهم على السنة النبوية ومحافظتُهم عليها.
وأما الباب الرابع، فهو واجب الأمة نحو الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
الخاتمة. وذكرت فيها خلاصة ما جاء في البحث. ثم ذكرت مصادره، وفهارسه.
وفي الختام: أشكر الله تعالى على نعمه على هذا العبد الضعيف، كما أسأله تعالى أن يثيبني على ما كتبت، ويجعلَ مثلَ ذلك في ميزان والدَيّ ووالد والدي، وزوجي وأولادي وأحفادي وإخوتي وشيوخي وطلابي وأحبابي، ولمن له حق عليّ، ومن حثني على كتابة هذا البحث، وإلى اللجان العلمية الذين حكّموه وقدّروا قيمته، وإلى كل أستاذ ومسؤول وطالب في الجامعات التي درَّستُ فيها؛ خصوصاً في جامعة طيبة التي أمضيت فيها أكثر من ثلث عمري، وعلى الأخص قسمي الدراسات الإسلامية واللغة العربية. كما أشكر أهل هذا البلد الذين أمضيتُ فيهم خمساً وأربعين سنة معزّزاً مكرّماً، مع دعائي لهم بالتوفيق والحفظ والعافية.
كما أسأل الله تعالى أن يجعل مثلَ ذلك - مع توفير شكري وامتناني - إلى القائمين على هذه الجائزة، من أعلى مسؤول فيها حتى أدنى موظف فيها.
وأن يجعل مثلَ ذلك - مع شكري وتقديري - لراعي الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، فإني أَدْعو الله تعالى له بالحفظ ودوام الصحة والتوفيق، وأن يديم الأمن والرخاء على هذه البلاد وجميع بلاد المسلمين، وأن يقيها الفتن والكوارث والمحن إنه خير معين ومأمول.
كما صرح الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن صالح العقل، الفائز (مناصفة) في فرع السنة النبوية بموضوع التعامل مع غير المسلمين:
الحمد لله رفع السنة، وأعلاها مناراً، والصلاة والسلام على أصدق الخلق أخباراً، وأحمدهم آثاراً، تركنا على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، أما بعد:
فإنها نعمة من الله عظمى، منّ الله بها عليّ في العيش في أفياء السنة من خلال موضوع (التعامل مع غير المسلمين في السنة النبوية)، وهذه نظرات عِجالٌ محدودة، ومعالم مستوحاة مقصودة حول هذا الموضوع، وهي كالتالي:
أولاً: الضرورة الملحة لبث السنة النبوية وإشاعتها، واستخراج كنوزها ومعانيها، وتفعيل دورها في حياة الناس، فإن ذلك خطوة كبيرة لاستنهاض الأمة إلى معالي الأمور، والنزع بها إلى سنيِّ المراتب، وهو سلوكٌ موفقٌ صاعدٌ نحو معالم واضحة، ورسوم ظاهرة لا تخالطها شبهة، ولا تعتريها لُبسة، للعيش في نور السنة، وهو مطلب ينشده العقلاء في كل عصر ومصر، حين تشتد الجهالة، وتضعف القيم.
لقد جاءت السنة بما يحتاج إليه البشر في دينهم ودنياهم، وفي عباداتهم ومعاملاتهم، وفي شتى المجالات ومختلف نواحي الحياة، فهي منهج للحياة البشرية بكل مقوماتها، اشتملت على المبادئ الراقية، والأخلاق والنظم الرفيعة.
ثانياً: نظَّمت السنة النبوية التعامل مع غير المسلمين في شتى الجوانب، تنظيماً دقيقاً يجمع بين العدل مع هؤلاء، وإبقاء العزة للمسلمين، جاء ذلك مجملاً في القرآن العزيز، مفصلاً في السنة النبوية المطهرة.
ومن هنا تأتي ضرورة التأصيل لموضوع: (التعامل مع غير المسلمين في السنة النبوية).
ثالثاً: إبراز العظمة في شخصية نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في حسن تعامله مع المناوئين له والمسالمين، مما يتَحتَّم على المسلمين القيام بهذا الأمر على أحسن الوجوه.
رابعاً: التباين الكبير في تعامل المسلمين في هذا العصر مع غيرهم، بين قوم غلوا فأفرطوا في الظلم والتعدي عليهم، وآخرين غلوا في التبعية لهم والإعجاب بهم. وهذا يملي على أهل الاختصاص خدمة هذا الموضوع، وتفصيله وتأصيله، ويرفع من قدره بل ضرورته، ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه.
خامساً: تشهد هذه الأيام حملات تشويه لصورة الإسلام ووجهه المشرق الوضاء ولذا تعين على ذوي الاختصاص التماس الوسائل، وتطلب الذرائع، واستفراغ الوسع في التصحيح للجهلاء والغوغاء، وإلجام الدخلاء والأعداء، وهذا من أعظم ما بُذلت فيه الأوقات والأموال، إذ هو دفاع عن حِمى الإسلام وعن نبيه صلى الله عليه وسلم.
سادساً: إن علاقة الأمة الإسلامية بغيرها من الأمم، قائمة على العدل في معاملة أصحاب الأديان الأخرى.
وفي ختام المطاف أشكر صاحب السمو الملكي، النائب الثاني الأمير نايف - وفقه الله -، على رعايته لجائزة السنة النبوية، وعنايته بها، تقبل الله منه هذا العمل، وجعله خالصاً لوجهه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
وقد صرح الشيخ فتحي بن عبد الله سلطان الموصلي، الفائز (مناصفة) في فرع السنة النبوية بموضوع التعامل مع غير المسلمين اشتراكاً مع الباحث عبد الحق التركماني: الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:
فإن هذه الجائزة في مقاصدها الشرعية ومفاهيمها التصحيحية وموضوعاتها العلمية وبحوثها التأصيلية تعدّ معلَماً مهماً من معالم هذه البلاد المباركة، ومفخرةً من مفاخر الحضارة الإسلامية، ومنطلقاً عالميّاً للتعريف بمحاسن الإسلام ووسطيته وسماحته؛ فأهمية هذه الجائزة تكمن في نسبتها ومنهجها وآثارها العلمية؛ فهي تحمل اسم رجل يحمل هموم دينه وأمته ويعيش مرابطاً على ثغور التوحيد والسنة وراعياً للعلم والمعرفة؛ لتكون هذه الجائزة المباركة ثمرةً من ثمرات مرابطته ورعايته.
وقد جاءت هذه الجائزة لتلبي حاجةً ضروريةً للأمة من خلال تقديم الحلول الشرعية والتأصيلات العلمية والتوجيهات الربانيّة للنوازل والتحديات العصرية؛ وقد أسهمت في هذا الميدان إسهاماً كبيراً فقدمت الكثير من الأُطروحات العلمية الهادفة والبحوث التأصيلية النافعة التي أثرت المكتبة الإسلامية من جهة وساهمت في إحياء العلم وتجديده على الساحة الإسلامية والعالمية من جهة أخرى؛ لتسقط عن بقية الأمة فرضاً مهماً من فروض الكفاية وبخاصّة أنها قد جمعت في موضوعاتها المختارة وبحوثها الفائزة بين الأصالة والمعاصرة، والواجب والواقع، والتأصيل والتنزيل، والرواية والدراية، والعلم والفكر، والشكل والمضمون، وبين الوسائل والمقاصد... فجزى الله تعالى راعي هذه الجائزة والقائمين عليها خير الجزاء وأعظم الثواب.
أما بحثنا الذي وفقنا الله إليه وتشرفنا بالفوز به فهو يتناول موضوعاً مهماً من موضوعات الشريعة الإسلامية التي تمسُ الحاجة إليه، وهو: (التعامل مع غير المسلمين في السّنة النبويّة)؛ من خلال دراسة الأحاديث النبوية والآثار السلفية الواردة في التعامل مع غير المسلمين مع بيان أحكامها الشرعية وفروعها الفقهية واستظهار مقاصد الشريعة فيها سواء في مجال العلاقات الإنسانية القائمة على التسامح والتعايش والرحمة وبذل الإحسان للخلق؛ أو في مجال الخصائص الدينية القائمة على حفظ ثوابت الشريعة وكلياتها وأصولها الكبار وتعظيم حق الله في هذا الباب وتقديمه على سائر الحقوق، أو في التعامل مع غير المسلمين في مجال الأحكام السلطانية القائمة على تحقيق المصالح ودفع المفاسد وحفظ مكاسب الأمة وحماية بيضة الإسلام وحفظ الحقوق الشرعية المكتسبة التي أقرها الإسلام لغير المسلمين؛ لنصل إلى حقيقة مهمة وهي أن كثيراً من أحكام الشريعة ورخصها إنما شرعت للحفاظ على مصلحة تأليف قلوب غير المسلمين على الإسلام وهي مصلحة ضرورية ينبغي على كل قائم بأمر الدين والدعوة أن يراعيها ولا يغفل عنها؛ لأن الشريعة الإسلامية هي شريعة رحمة وإحسان، وأحكامها موصوفة بالعلم والعدل وخصائصها تتسم بالوسطية والشمول، ومقاصدها تقوم بالسماحة والشجاعة.
فالحمد لله على نعمة العلم والإيمان ثم الشكر موصول لراعي هذه الجائزة التي أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن تكون في ميزان حسناته وحسنات القائمين عليها وأن تكون لنا حافزاً على البحث والتواصل في ميدان العلم والمعرفة، وأن يوفق جميع الحضور الكرام لما يحبه ويرضاه؛ إنه سميع الدعاء.
كما صرح الشيخ عبد الحق بن حقي بن علي التركماني، الفائز (مناصفة) في فرع السنة النبوية بموضوع التعامل مع غير المسلمين اشتراكاً مع الباحث فتحي الموصلي:
نَقْرأُ في القرآن الكريم آياتٍ كثيرةً في الردِّ على اليهود والنَّصارى، ونَقْضِ عقائدِهم، وإبطال شبهاتِهم، والإخبار عمَّا كان من أسلافهم من نقض المواثيق وقتل الأنبياء والظلم والبغي، فاستحقُوا بذلك غضبَ الله عزّ وجلَّ ومقتَه ولعنَته. ونقرأ في كتب السيرة أنّ اليهود كانوا مجاورين لدولة الإسلام في المدينة النبوية، وكان لهم حضورٌ في أسواقها ومحافلها، وبينهم وبين أهلها صلاتٌ ومخالطةٌ. ونقرأ في السنة النبوية أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يؤمُّ أصحابه في الصَّلاة بالقرآن العظيم، وكانوا أعظم الناس فهمًا له، وتأثرًا به، وخشوعًا ورقة عند سماعه، وأسرع الناس إلى العمل به وتنفيذ أحكامه؛ ورغم ذلك - كلِّه - فلا نجدُ في شيء من أخبارهم أنّ أحدًا منهم قد دفعته حماسَتُه الدِّينيةُ، وحرارةُ إيمانه، وهو حديثُ عهدٍ بالمسجد والصلاة والقرآن؛ إلى الاعتداء على أحدٍ من اليهود أو غيرهم من الذين كان يلقاهم في طرقات المدينة، بل تشهدُ أخبارُ الرواة وحوادثُ التاريخ أنهم كانوا يخالطونهم بالمعروف: يعاملونهم بالبيع والشراء والقرض والرهن، يأكلون من طعامهم، ويتبادلونهم الهدايا، ويحترمون العهود والمواثيق معهم، ويصونون حقوقهم، ويجدون في النبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم الأسوةَ والقدوةَ لهم في ذلك كلِّه. وهكذا كانت حال من سار على نهجهم، والتزم فقههم في المعتقد والسلوك الديني: يُمسِّكون بكتابهم، ويعتزُّون بدينهم، ينصرون الحقَّ، ويجاهرون بردِّ الباطل ونقضه، وهم إلى ذلك يتسامحون في المعاملة، ويلتزمون جانب العدل والرِّفق والرحمة في علاقتهم بغيرهم. وفي سير الخلفاء والأمراء والعلماء أروعُ الأمثلة الدّالَّة على هذا المعنى، حتَّى إنّ أشهر علماء المسلمين في الردِّ على أهل الملل، وأقساهم عبارةً في ذلك: ابن حزم الأندلسي؛ كان يجالس اليهود في قرطبة، وعندما وقعت خصومةٌ بينه وبين ابن عمِّه؛ عيَّره الأخيرُ بأنّ اليهود صاروا من شيعته وأنصاره!
وفي عصور الانحطاط، وانتشار الجهل والبدع، انقلبت الموازينُ عند كثيرٍ من المسلمين، فصاروا يتساهلون في أمر التوحيد والمعتقد، بل يضيِّعونه ويفرِّطون فيه، ويتشدّدون في التعامل والسلوك، حتَّى أذن الله تعالى بتجديد دينه في العصر الحديث بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -؛ فأعادت الموازينَ إلى نصابها، وكان من ثمارها قيام الدولة السعودية الأولى والثانية، ثم هيّأ الله تعالى لتجديدها للمرة الثالثة الملك العادل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله تعالى -؛ فكان من أعظم ما تميّز به: فِقْهُهُ العظيمُ لهذا الأمر، فأعلى الله به منار التوحيد، وقضى على مظاهر الشرك والبدعة، وكان شديدًا في أمر الله، معتزًّا بدينه، لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان في الوقت نفسه: في غاية التسامح في التعامل، محافظًا على العهود والمواثيق، مجانبًا للظلم والبغي، واسع الأفق في أمر الدنيا؛ فأقام دولةً تتميّزُ بخصائصها الدِّينيَّة بين سائر الدول، ولا يمنعها ذلك من أن تكون عضوًا في هيئة الأمم المتحدة، وشريكًا في القضايا الدولية، تستفيد من دول الشرق والغرب في كل ما يعود عليها وعلى أمّتها بالخير في ميادين التطور والنهضة، وتفيدها أيضاً، وتتعاون معها.
واليوم عندما تختارُ جائزةُ نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية تناول موضوع التعامل مع غير المسلمين في السنة النبوية بأحد موضوعاتها؛ فإنِّي أُقدِّرُ أنّ ما يتضمّنه بحثُ هذا الموضوع من الدلائل القرآنية والحديثية والآثار السلفية، وما يُبرِزُه من آثارٍ وثمارٍ ونتائجَ؛ سيكون مشاركةً علميّةً جادّةً في توثيق المنهاج النبوي وسلوك سلفنا الصالح في التوسط والاعتدال والاتزان بين المحافظة على الخصائص الدينية والتسامح في التعامل مع الناس أجمعين، وهو ما وفَّق الله تعالى إليه علماء الدعوة السلفية في هذه البلاد المباركة، والتزمتْ بها دولتهم المحروسة، فكانت نموذجًا صالحًا لدولة الإسلام في عصر العولمة.
وإنّ من فضل الله تعالى عليّ، وإحسانه إليّ؛ أن وفَّقني إلى المشاركة بجهدٍ متواضعٍ في هذا المجال، وكتب له القبول والنجاح، فاستوجبَ الحمدَ خالصًا للربِّ القديرِ وحدَه، ثم الشُّكرَ والامتنانَ لسمو الأمير الكريم الموفَّق، سليل بيت الأمجاد: نايف بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله ذخرًا للإسلام والمسلمين، وجزاه خيرًا على استنهاضه همم الكُتّاب والباحثين لتناول موضوعات تمسُّ إليها الحاجة، ويعمُّ النفع بالبحث فيها، وعلى تكريمه للعلماء، وحفاوته بطلبة العلم، وجعل ذلك في ميزان حسناته، بمنِّه وكرمه. والحمد لله ربِّ العالمين.