رحل شيخنا ومؤرخنا فارس حلبتي الفصيح والشعبي الشيخ المنصف عبد الله بن خميس، فكان لرحيله معنى مختلف في نفوس من عرفوه عن قرب وتابعوه من بعد، ولرحيله ما كان لي بعد مشاهدة الملامح إلا أن أكتب هذه القصيدة سائلاً الله تعالى أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته.
فارس الحلبتيْن
من الشَّيخِ المؤرِّخ والأديبِ
تفوحُ المكتباتُ بنفْح طيبِ
وتهتزُّ المنابرُ مزهراتٍ
بأفكارٍ تَغلغلُ للقلوب
فأيُّ أسىً [بعبد الله] – فقداً-
سيسكنُ مَنْ جنى روضَ الأريب؟
وأيُّ كآبةٍ ستصيب صرحاً
أتاه لقول شعرٍ أو ..خطيب؟
لقد أثرى عروبتنا بجهدٍ
عظيمٍ ما شكا أسف الَّلغوب
وقد أعطى أصالتنا يقيناً
يُبيدُ بعزِّهِ كيدَ الَّلعوب
رأى بعض الفروع تطيح أرضاً
فأيقظ مشفقاً شغفَ الرَّطيب
فلم يدع الأصيل بهتْفِ غاوٍ
ولم يغفلْ مقارعة المُريب
وكم أسلى بنكْهتِِه نفوساً
فذلَّلَ بارعاً صعْبَ الكروب
فلا عجباً إنِ افتخرتْ وباهتْ
جزيرتُنا براحلها الحبيب
ولا عجباً إذا لغَتي أقامت
له ذكرى تبوح بكلِّ طيب
شعر - منصور دماس مذكور
Dammas3@hotmail.com