جدة - حمود البقمي

تأهل الفريق الاتحادي إلى دور ربع النهائي الآسيوي بعد فوزه على الهلال بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، بعد مباراة تفوق فيها الفريق الاتحادي الذي استغل السوء الذي كان عليه الفريق الهلالي الذي لعب أسوأ مبارياته على الإطلاق في هذا الموسم، وعلى الرغم من الثلاثية التي كسب فيها الفريق الاتحادي إلا أنه لم يتفوق بشكل كبير فنيًا لولا سوء حال الهلال.

فالفوز الاتحادي كان بأقل مجهود من اللاعبين فنيًا، فالأهداف الاتحادية الثلاث كانت نتيجة لأخطاء دفاعية هلالية بحتة استغلها النجم الاتحادي نور كما ينبغي ليترجمها المحترفان البرتغالي نونو أسيس (هدفين) والجزائري زياييه (هدف) أهدافاً في الشباك الزرقاء، ولم يكن الهدف الذي سجله عبدالعزيز الدوسري ذا قيمة بعد أن كانت النتيجة قد حسمت للاتحاد خلال الـ80 دقيقة الأولى من المباراة.

إن كان لاعبا الاتحاد محمد نور وزياييه ومعهما نونواسيس قد قدما مستوى كبيرًا فإنه في المقابل كان جل لاعبي الهلال بعيدين كل البعد عن جو المباراة، وفي مقدمتهم ياسر القحطاني قائد الفريق وخلفه ويلي ورادوي والشلهوب والفريدي الذي طغت على ألعابه الفردية المطلقة وزاد من ذلك الأخطاء التي وقع فيها كالديرون مدرب الهلال الذي لم يحسن التعامل مع المباراة ومع منافسه القوي.. فكانت الثلاثية الاتحادية استغلالاً لتلك الأخطاء الهلالية المتراكمة واستغلها الاتحاديون كما ينبغي ولو كان الاتحاد في أحسن حالاته لضاعف من النتيجة لسوء الهلال في هذا اللقاء.

رغم البداية الحذرة، إلا أن الارتباك كان واضحاً على الدفاع الهلالي وبالذات المرشدي الذي تسبب في حصول الاتحاد على خطأ مبكر لم يستفد منه الاتحاديون.

قبل أن تأخذ المباراة منحى آخر من الطرفين اللذين بدآ في تبادل الهجمات وإن لم تكن مصحوبة بالخطورة المطلوبة خلال الدقائق العشر الأولى من المباراة.

نونو يفتتحها للاتحاد

مع مرور الدقيقة الـ14 ومن كرة اتحادية أساسها لزياييه يلعبها عرضية إلى نور الذي جهزها لنونو اسيس الذي ينسل من المدافعين ويسددها قوية داخل المرمى الهلالي هدف أول.

زياييه يعزز التقدم

لم يلتقط الهلاليون أنفاسهم من صدمة الهدف الأول وبعد مرور دقيقتين فقط ومن كرة لعبها باولو جورج طويلة على رأس زياييه الذي حولها قوية في المرمى الهلالي هدفاً ثانياً.

هذان الهدفان كانا نتيجة طبيعية لاستفادة الاتحاديين من الارتباك الذي كان عليه الدفاع الهلالي، وكان لهذين الهدفين وضع الاطمئنان للفريق الاتحادي الذي مال إلى الهدوء نسبياً تاركاً للهلال محاولات التقدم للعودة من جديد إلى اللقاء فكانت محاولات الهلال الذي كان الأفضل في الدقائق التي تلت المباراة يسعى إلى الوصول إلى الشباك ولكن بدون جدوى لعدم وجود مساند لياسر في المقدمة الذي بقي أسيراً للرقابة التي فرضت عليه.. في حين كانت تحركات لاعبي الوسط الهلالي لا تصل بالشكل المطلوب وبخاصة الفريدي الذي طغت على العابد الفردية والبطء.

في المقابل كان الاتحاديون يسيرون المباراة لمصلحتهم كما يجب فكانت الدقائق تسير بلا خطورة من الجانبين خاصة بعد ان مال الاتحاد إلى الاعتماد على الكرات المرتدة تاركا للهلال محاولات التقدم إلى الامام لترك مناطقه الخلفية وبالتالي الهجوم المرتد عليه مستغلين سرعة زياييه إلا ان الامور بقيت على ما هي عليه محاولات هلالية تفتقد للتركيز وهدوء اتحادي مع الاطمئنان على النتيجة لتنقضي دقائق هذا الشوط الأخيرة بلا شيء يذكر الذي انتهى بهدفي نونو وزياييه اللذين سجلا في الدقائق الـ17 الأولى من المباراة.

بدأ المدرب الهلالي كالديرون الشوط الثاني بتبديل هجومي بدخول أحمد علي بدلاً من خالد عزيز.. فكانت البداية هلالية هجومية في محاولة للعودة إلى المباراة في وقت مبكر من هذا الشوط وسط تراجع اتحادي مبالغ فيه، فكانت أولى المحاولات الهلالية تسديدة من الشلهوب قبل أن يعود اللعب إلى الهدوء نسبياً وإن بقيت المحاولات الهلالية قائمة على استحياء. في الوقت الذي بقي الاتحاديون يؤدون بلا مجهود كبير بعد الاطمئنان على النتيجة.

نونو يكمل الثلاثية

وسط تناقل الهلاليين للكرة بلا فائدة يستغل زياييه تباطؤ الشلهوب في الكرة ليتقدم بها ويلعبها طويلة إلى نور الذي بدوره نقلها إلى نونو أسيس الذي لعبها من فوق رأس العتيبي هدفًا ثالثًا للاتحاد في الدقيقة الـ60.

هذا الأداء الاتحادي كان استغلالاً للضياع الهلالي المطلق في هذا اللقاء وسط ابتعاد عدد كبير من لاعبي الهلال عن مستوياتهم.

ومع هذه الثلاثة لم يجد كالديرون سوى الزج بالدوسري والعابد بدلاً من القحطاني ولي بيو كآخر المحاولات له وإن كانت تلك الثلاثية قد دقت جرس الإنذار مبكراً بأن نهاية اللقاء قد حانت قبل النهاية بـ25 دقيقة، فالوقت المتبقي لم يكن كافياً لأن يعود الفريق الهلالي البعيد كل البعد عن مستواه الحقيقي.

فلا صناعة للعب ولا وجود لها في ظل ابتعاد ويلي والفريدي ومعهم الشلهوب عن جو المباراة، وأكملها عدم ظهور ياسر قبل خروجه بأي مستوى.

في المقابل كان الاتحاديون يلعبون ويسيرون اللقاء لمصلحتهم كما يريدون مستغلين الأخطاء التي وقع فيها الهلاليون منذ البداية، سواء بدخول هوساوي المصاب هذا اللقاء والذي تسبب في هدفي السبق وكذلك عدم جدية بعض اللاعبين كالشلهوب والفريدي.

وإن كان ذلك لا يقلل من عطاءات الاتحاد ولاعبيه بقيادة مدربه ديمتري، وظهور نور وزياييه في قمة عطائهما فكانا مفتاحي الفوز والنتيجة العريضة.. ولم يكن القائم الذي تكفل في التصدي لكرة العابد ذا أهمية لأن يحضر في هذا اللقاء في ظل عطاء الهلال المتواضع.

الدوسري يسجل للهلال

مع مرور الدقيقة الـ82 ومن كرة هلالية تناقلها أكثر من لاعب تصل إلى الدوسري البديل الذي لعبها بطريقة رائعة ساقطة في المرمى الاتحادي هدفاً هلالياً أول.

حاول بعدها الهلاليون تقليص النتيجة في الوقت القليل المتبقي من المباراة وإن كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة. ولكن الوضع الهلالي لم يكن في حال يمكن أن يعود للمباراة لتبقى الأفضلية بالنتيجة لمصلحة الاتحاد الذي أكد تأهله إلى دور الثمانية الآسيوي.

ولينتهي اللقاء بفوز اتحادي مستحق بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد للهلال.. ليواصل الفريق الاتحادي رحلته الآسيوية ويغادر الهلال.

من المباراة

- أخطأ المدرب الهلالي كالديرون عندما زج بهوساوي وهو مصاب، فكان الهدفان الأول والثاني عن طريقه الذي استغل الاتحاديون ذلك لمصلحتهم فكان الأجدى بكالديرون إراحته وعدم الزج به في لقاء قوي كهذا اللقاء.

- الاتحاديون عرفوا كيف يتعاملون مع اللقاء والخصم، فكان الفوز نتيجة طبيعية لتفوقهم الميداني وسط حالة الضياع الذي كان عليها الهلال.

- زياييه ومحمد نور ونونوأسيس من الاتحاد كانوا نجوم اللقاء وخاصة شوطه الأول.

- الهلال لم يكن فيه نجم يذكر في هذا اللقاء، وكانت أعمدة الفريق التي يعتمد عليها بعيدة عن المستوى فياسر واصل ابتعاده عن أجواء اللقاء وويلي ورادوي لم يظهرا والفريدي كان فرديًا.. والشلهوب أخطاؤه كثيرة في التمرير وتسليم الكرات.

- ديمتري تفوق على كالديرون من خلال الطريقة التي لعب بها.

- أخيراً استحق الاتحاد الفوز عطفاً على عطائه والهلال لم يكن يستحق التأهل لأنه لم يقدم أي شيء في اللقاء.