|
جدة - صلاح الشريف
يعتبر صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز أحد المهتمين بالحركة التشكيلية في المملكة منذ بداياتها وأول من أقام معرضاً تشكيلياً لأعمال فنانين عالميين وقد التقينا بسموه خلال زيارته لبيت التشكيليين في جدة تحدث خلالها للجزيرة قائلاً:
أنا من المتابعين للحركة التشكيلية بالمملكة وأنا أول شخص نظم معرضاً تشكيلياً في بداية عهد الملك خالد -رحمه الله- وكان المعرض مهماً جدا لأن الأعمال المشاركة في هذا المعرض لرسامين عالميين مثل بيكاسو وغيره وكانت تكلفة الأعمال المعروضة في ذلك الوقت حوالي مليون دولار وكان الهدف من هذا المعرض أن يتثقف التشكيليون حيث كان الوعي بهذا الفن قليل ولم يكن التشكيليون الذين كانوا محدودين يسافرون للاطلاع على إنتاج الذين سبقوهم في هذا المجال وكان المعرض كذلك لتسويق الأعمال وفعلا استفاد الكثير من التشكيليين من هذا المعرض الذي كان ناجحا بكل المقاييس وكذلك كنت أرعى وأحضر الكثير من المعارض التشكيلية وتعرفت على الكثير من التشكيليين والتشكيليات الذين أصبحت لهم بصمة قوية وحضور قوي وأعمال رائعة ولاحظت التطور الكبير في الحركة التشكيلية بالمملكة وبرز الكثير من الفنانين والفنانات سعوديين ومقيمين وأصبح اهتمام التشكيلي بإخراج عمله واهتمامه بالتفاصيل والعمق في اللوحة أفضل ومن خلال بيت التشكيليين الذي كنت أزوره منذ 20 سنة لاحظت التطور في أعمال الفنانين واليوم نشاهد التطور والحرفية فيما يقدمه التشكيليون من أعمال فنية عكس السابق عندما كان الفن التشكيلي محدوداً جداً في الخمسينيات والستينيات وقد تغير الحال فيما بعد حيث كان عهد الملك خالد بداية التطور في الحركة التشكيلية والآن هناك تشكيليون سعوديون وصلوا للعالمية وهذا دليل على احترام الفنان لفنه وأنا سعيد جدا على ما رأيته من أعمال فنية وتطور الفنانين بالمملكة ولاحظت ذلك في جميع أنحاء المملكة وهناك أسماء برزت وأصبحت أعمالهم مميزة وأسعارها مرتفعة وهذا من حقهم لأن لهم قيمتهم وأهميتهم ووصلوا إلى هذا المستوى بجهدهم وموهبتهم وهناك أعمال أقل من المستوى وتجد المبالغة في أسعارها وهذا خطأ..
وأضاف سموه أن بيئة المملكة وطبيعتها لها تأثير كبير في إبداعات فناني المملكة فمثلاً المنطقة الجنوبية من بلادنا كان لها تأثير كبير في إلهام الفنانين وأفكارهم في أعمالهم حيث نجد أن هناك أسماء فنية كبيرة أبدعت من الجنوب مثل الأستاذ عبدالله حماس والعواجي وغيرهم وعلى مستوى الفنانات هناك الفنانة صفية بن زقر التي ركزت على ثقافة جدة وأحيائها الشعبية وحاراتها في أعمالها والفنانات فوزية عبداللطيف ومنى القصبي والفنانة جيهان مدرس التي ترسم بذوق رفيع وتميز وهذا الكم الهائل الجميل من فناني المملكة يجعلنا نستبشر بخير للحركة التشكيلية التي تسير بخطى واثقة. مشيراً سموه إلى الخط العربي الذي ما زال يحتاج إلى تطوير لأن الخط العربي يعكس ثقافتنا ثقافة القرآن ثقافة الجزيرة العربية..
وعن جمعيات الثقافة وما قدمته للفن التشكيلي قال سموه: ساهمت جمعيات الثقافة والفنون بالمملكة في إنعاش المدرسة التشكيلية بالمملكة وبلا شك رعاية الشباب وخاصة في عهد المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد الذي كان رحمه الله يهتم بالتشكيليين وأعطاهم دفعة قوية للأمام وكان يهتم بالفنانين التشكيليين ومايقدموه ويدعمهم ويتابعهم ونأمل من ابنه الأمير نواف بن فيصل أن يكمل مشوار والده في هذا المجال، أيضاً الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي يدعم التشكيليين ويرعى معارضهم وذلك بمثابة حافز وتشجيع للفنانين وفي جدة هناك الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وهو شاعر وفنان تشكيلي ومساهم في إنعاش الحركة التشكيلية وتشجيعها في المنطقة الغربية.
وعن بيت التشكيليين قال سموه:
أتمنى للقائمين على هذا البيت التوفيق وهم يحتاجون للدعم والتشجيع وهنا أحيي الفنان سامي الدوسري مدير البيت ومن معه على جهودهم في تطوير بيت التشكيليين حتى يقوم بتأدية رسالته في خدمة الفن والفنانين..
وفي كلمة أخيرة قال سموه:
أتمنى من الفنانين التشكيليين أن يطلعوا أكثر ويدرسوا ويتابعوا أعمال عالمية ويستعينوا بالإنترنت ويدرسوا ثقافة بلدهم بعناية لأن لدينا مخزوناً ثقافياً وتراثياً وأدبياً عميقاً.