ارتفع صوته بصيحة رعب بددت الهدوء القلق المسيطر على قاعة الامتحانات.. سارع المراقبون بالالتفاف حوله.. صرخ فيهم قائلا: إن ورقة الأسئلة التي أعطوه إياها.. خالية من أي كلمات.. تبادل المراقبون نظرة تعجب وهم يشيرون إلى السطور التي تملأ الصفحة بوجهيها..لكنه أنكر وجود الأسئلة التي يشيرون إليها..
سارع كبيرهم إلى تدارك الموقف بحنكته..وجاء له بورقة أخرى.. وثالثة ورابعة.. لكن الحال بقي على ما هو عليه.. استمر في إنكاره لوجود الأسئلة.. بينما يؤكد الجميع له وجودها.. بل ويقرأون له بعضا منها.. ولما بلغ منهم التعب مبلغه..قال كبيرهم له بحزم شديد.. هذه هي الورقة أمامك.. افعل بها ما تشاء.. سارع بطلب الخروج من اللجنة.. لكن المراقب أشار له بعدم قانونية ذلك.. وأن عليه أن يستمر في أداء الامتحان.. جلس مستسلما في مقعده.. ينظر إلى الورقة الخالية.. والى كراسة الإجابة التي لم يخط بها حرفا.. حتى أذن المراقب له بالانصراف بعد مرور الوقت المحدد..
توقع الفشل التام في هذا الاختبار.. إلا أن ما توقعه لم يحدث.. فحين ظهرت النتيجة.. كان أول الناجحين.. وبدرجات.. لم يحصل عليها طالب من قبل..