كان والدي يواصل ولاة الأمر منذ صِغَر سِنِّه، ومنذ توحيد هذا الوطن الغالي على يد وتحت أوامر الموحِّد جلالة الملك ملك المملكة العربية السعودية عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمة الله عليه وأسكنه الله فسيح جناته -، وقد واصل مسيرته مع أبنائه حتى آخر يوم في حياته؛ حيث إنه طلب مني يوم السبت الموافق 11 - 6 - 1432 هـ الذهاب إلى سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض من أجل السلام عليه وتوديعه، وقال: «يا بُني أنا كبرت في السن، وولاة أمرنا لهم فضل علينا وعلى جميع المسلمين، وأريد الذهاب من أجل الوداع فقط، وأريد أن أصلي مع الأمير سلمان صلاة الظهر وأُسلّم عليه؛ حيث إن الأعمار في يد الله سبحانه وتعالى، وإذا لم أذهب هذا اليوم فأعتقد أنني لا أقدر الذهاب في الأيام القادمة». وذهب إلى قصر الحُكْم، وسلَّم على سيدي سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز - أطال الله في عمره - يوم السبت الموافق 11 - 6 - 1432 هــ، وصلى معه الظهر، وبعدما انتهت الصلاة وقام من أجل السلام على سمو الأمير حال بينه وبين الأمير الحراسة، فقال لهم: «أنا أريد أن أودع الأمير، أنا شايب وعُمْري منتهٍ، وأريد أن أودعه فقط». وكان سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز يسمع الحوار الذي يدور بينه وبين الحُرّاس؛ فقال: «اجعلوه يأتي». وقال له والدي: «مع السلامة يا طويل العمر، الأمر انتهى، ولا أقدر على الوصول إليك بعد اليوم». وفعلاً حصلت الوفاة في يوم الثلاثاء الموافق 14 - 6 - 1432 هـ. هذا ما أردت أن أشير إليه.
هذا، وأرجو من الله العلي القدير أن يتغمد والدي مدهاس رشيد الحشية الرشيدي في رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويحفظ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وجميع الأسرة المالكة في حفظه يوم لا حفظ إلا حفظه، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وإخوانه البررة، آمين.
سعود مدهاس رشيد الحشية الرشيدي