الحمد لله القائل {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (185) سورة آل عمران والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. وبعد:
لا يخفى أن الموت سنة سنها الله -عز وجل- على كل مخلوق في هذه الحياة وليس على المسلم إلا الصبر والاحتساب والرضا بقضاء الله وقدرته.. في فجر يوم الثلاثاء الموافق 29-5-1432هـ تلقيت نبأ وفاة ابن العم وفي منزلة الأخ الأستاذ ناصر ابن اللواء عبد الله بن عبد العزيز الشثري بعد مرض مفاجئ.
يعلم الله أن وقع خبر مرضه ووفاته علي وعلى كل محبيه من أهله وجميع أفراد عائلته وزملائه كان كالصاعقة لأن من عرفه أو تعامل معه من قريب ليحس بفراقه رحمه الله.
على مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية وتحديداً في ثانوية العارض بالرياض زاملته حيث صلة القرابة وقرب السكن في حي البديعة فكان نعم الأخ والزميل الناصح من القلب لي ولزملائه وغيرهم.. وأجزم - ولا أزكي على الله أحداً - أنه تحققت فيه (صديقك من صدقك، لا من صدقك).
ولاشك أن أغلب من عاش معه في الحي أو عمل معه فهو سيعرفه -رحمه الله- لأنه كان هذا منهجه ويعلم الله أني لم أجد أحداً من زملائه إلا ويثني عليه وله علاقة متواصلة معه.
لقد فقدنا أخاً يخجلك في تواضعه وفي تأدبه مع الجميع.. حل عليه المرض وتحامل على نفسه بالصبر والاحتساب حتى توفاه الحي القيوم ولسان حاله يقول أعلم أن ما حل بي من مرض ليس في يد أحد شيء إلا بأمر الله.
يقول الإمام سفيان الثوري -في كلمات تنطبق فيه- (ثلاث من الصبر لا تحدث بمعصيتك، ولا بوجعك، ولا تزكي نفسك).. في البيت والمزرعة والمكتب كان يسأل عن الصغير والكبير، كنت بقربه قبل مرضه بليلتين في مزرعة والد الجميع معالي الشيخ ناصر -متعه الله بالصحة والعافية- وكان حريصاً على أن يقدم هو وأبناؤه كرم الضيافة فقد عرف عنه كريم خلق ونفساً وضيافة - وهذا ليس بغريب فهو من أسرة كريمة معروفة ودليل ذلك كان لديه ضيوف في منزله قبل مرضه بليلة واحدة.
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (أكمل المؤمنين إيماناً، أحسنهم خلقاً) ولقد علمت من إمام المسجد الذي يصلي فيه أنه لم ينقطع عن صلاة الفجر إلا يوم مرضه الذي مات فيه.
كان حريصاً على القيام بصلة الأقارب فضلاً عن الأراحام حيث كان يداوم على زيارتهم والسؤال عنهم حرصه على أبنائه وتعليمهم وجماعة مسجده وكذلك من هم تحت يده.
لا يسعني في ذلك إلا أن أعزي نفسي وكل من له صلة به -رحمه الله- كما نسأل الله أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى في الجنة وما نقول إلا ما علمنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} (الله أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها) مسلم 2 - 632.
عبد المحسن بن عبد الله الشثري
رئيس هيئة محافظة الدرعية