تغطى جنازة المرأة بعباءة حتى تنزل في قبرها فتنزع منها شيئاً فشيئاً ثم تعود تلك العباءة بدون صاحبتها، وبذلك هي الوحيدة التي ترافق المرأة إلى مثواها الأخيرة، والملاحظ أنها عباءة شرعية فلا حضور لتلك العباءة المطرزة أو تل المخصرة المحسنة بأنواع الزينة حيث لا يعترف بها في تجهيز تلك الجنازة، وحتى من كانت تلبس تلك النوعية يستعار لها عباءة تليق بالمرأة المسلمة، وهي تقدم للصلاة عليها، فلنفكر نحن النساء في هذه اللحظات الأخيرة مع العباءة ولنعد النظر فيما نلبسه منها، وهل هي تأتي اتفاقاً مع الشرع فنغطي بها أم مخالفة له فيستعار لنا من الغير ما يستر جنازتنا فهنيئا لكل امرأة كانت عباءتها هي البصمة والأثر الأخير الذي يشهد أنها كانت متبعة لأمر الله قد سمعت قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (الأحزاب 59) وسمعت قوله - عز وجل- {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} (النور 31)، فلبت النداء في حياتها بتلك العباءة التي ترمز لذلك الأمر الإلهي للمرأة المسلمة لبستها عن رضا واتباع، وتحصنت بها عن الرجال الأجانب في حياتها، وعظمت شأنها فلم تحدث فيها الخلل.. فجميل أيتها النساء أن نستحضر في أذهاننا عظمة هذا الحجاب فنحرص على الاتباع بلا عبث.. أو تهاون.. أو خضوع للهوى.. اللهم اجعلنا ممن يقول: سمعنا وأطعنا.. لا سمعنا وعصينا.
* بريدة