لا أحسب أن الشعوب العربية التي خاضت الثورات، قد حققت مبتغياتها، ونالت غاياتها، كما أنها, لم تعد في بوتقة ما قبل ثوراتها, وهي لم، بل لن تتخلص كليةً من جراحها وآلامها، إذ أحسب أنها ستتمخض مزيداً من الجراح، والآلام، وستمزجهما بكل أحلامها، حين تتوالد تلك الأحلام، في فضاءات تختلط فيها المخيبات بالتحديات.., وبالأماني والحسرات، وبكل تراكمات هذا الخليط.. إذ تقف في منتصف بين نجاح غير نسبي, وبين فشل يقرض فشلها بنواجذ متاه لن تستطيع التخلص من محصلاته قريباً، ولا بعيداً بالشكل الذي رسمته قبل ثورتها, لنجاح لم تنل منه حتى الآن غير الدمار, والموت وخسائر متنوعة... وغير تعددية الأصوات, وتفاوت الآراء, وشتات الطرق..
الثورات الانفعالية، غير ذات التخطيط، تنال عادة من عشوائيتها مثل هذه النتائج التي تحولت إلى حروب أهلية توشك أن تنشب أنيابها في رقبة أوطانهم، لتقضي على الرمق الباقي فيها..., أو تقف بهم على مفترقات طرق..
متى تنهج جادتها..؟ ربما بعد أن تتضاعف الخسائر أكثر.