أفهم أن هناك جوائز عالمية عريقة ومعترفاً بها ولا يدور الجدل أو الشك حول مصداقيتها ودقة معاييرها كجائزة «نوبل» أو جائزة الملك فيصل العالمية، لكن ما لا أفهمه ولا أستوعبه هذا السيل الجارف من الجوائز والذي أشغل مؤسساتنا العلمية...
...والبحثية والاجتماعية والإعلامية عن مهامها الأساسية بإقامة الحفلات وتبادل التهاني والظهور الإعلامي المكثف احتفاء بالفوز بها دون أن نلمس نتائج عملية على أرض الواقع.
استنفدت تلك المؤسسات جهودها باللهاث خلف الجوائز وأهملت التركيز على العمل. لو بحثت ودققت في مصادر تلك الجوائز الهلامية ستجدها من منظمات ومؤسسات مغمورة وأغلبها إن لم يكن كلها ربحية بالدرجة الأولى تسعى لتسويق نفسها أكثر من سعيها لتكريم المميزين, وتقوم معايير جوائزها على العلاقات والمجاملات والمصالح المشتركة. أفضل مسمى يمكن إطلاقه عليها «جوائز الغفلة» لأنها مسابقات لا يتم الإعلان عنها وإن أعلن عنها فلفئات محددة يتم تكريمهم جميعاً، لذلك أرى أن جائزة «أكبر كبسة في العالم» أكثر معيارية من هذه الجوائز التي تُسيء لنا ولا تخدمنا، بل إنها تخلق الاتكالية وتولد الشعور بالإنجاز الوهمي لدى الفائزين بها.
كي تفوز بجائزة أكبر كبسة، فالمعايير أمامك واضحة وما عليك سوى إحضار أكبر كمية من «الرز واللحم» وتوابعهما ووضعها جميعاً في أكبر صحن وتقديمه لأعضاء المسابقة وبالهناء والعافية وحلال عليك الجائزة.
أي مسابقة لها معايير وشروط ومقاييس واضحة وشمولية في المشاركة تحظى بالقبول وبخاصة إذا تم الإعلان عنها قبل فترة كافية من الجهة المنظمة لكل المنظمات ذات العلاقة لا أن يظهر لنا على حين غفلة من الجميع من يعلن بأنه فاز بجائزة دولية دون مقدمات.
ينسحب هذا على كثير من الجوائز التي تُمنح دون التزام بشروط عملية، إلا إذا كانت الجائزة تقديرية أو تكريمية فهذا وضع آخر!.
وقبل أن تصدق خبر منح أي جائزة، عليك أن تبحث عن الأسباب وراء منحها؟.
shlash2010@hotmail.com