رغم أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين، وأننا قطعنا عقداً منه وعاماً آخر من العقد الثاني يكاد أن ينقضي نصفه إلا أنه لا يزال يعيش في هذا العصر من يؤمن بالسحر والشعوذة وتدخل الجن والشياطين في شؤون البشر، وأن بعضاً منهم يتدخل في شؤون الحكم..!

لا تستغربوا ولا ترفعوا حواجبكم دهشاً، فهذا بالفعل ما يحصل في إيران، إذ يتهم معارضو الرئيس محمود أحمدي نجاد بأنه مسحور، وأنه يخضع لسيطرة أسفنديار رحيم مشائي، وذلك بعد أن يعددوا بعضاً من تصرفات أحمدي نجاد التي يدللون لغرابتها بأن الرئيس يتصرف بلا وعي، إذ إن الرئيس نجاد عزل وزير خارجيته وهو في مهمة رسمية، إذ كان موجوداً في السنغال التي تحاول إيران أن تجعل منها نافذتها على غرب إفريقيا، ولم ينتظر أن يعود من تلك المهمة.

بعد أشهر عزل وزير المخابرات (اطلاعات)، وهو الوزير المعمم الذي يحظى برضا ولي الفقيه، وفي وقت تعاني فيه إيران من حصار استخباراتي، وفي ظل اندلاع موجات الاحتجاج داخل إيران وحولها، وهذا ما دفع المرشد إلى فرض إعادة الوزير إلى عمله ففضلها بين بقائه أو رحيل الرئيس. وقبل أن يفيق المجتمع الإيراني من صدمة الصراع بين الرئيس ووزرائه، يتفاجأ بعزل وزير النفط الذي يرأس منظمة أوبك، وهو يحرم إيران من منصب دولي مهم جداً.

لهذه الأفعال والتصرفات للرئيس أحمدي نجاد والتي باعدت بينه وبين مرشد الثورة علي خامنئي، جعلت الكثير من أهل (النخبة السياسية) للنظام الإيراني يتأكدون من أن الرئيس (مسحور) وأنه لا بد من إفشال السحر الذي يتعرض له بإبعاد الساحر مشائي عنه..!!

المشكلة التي تواجه أرباب النظام الإيراني أن الرئيس المسحور أحمدي نجاد متعلق ومتمسك بالساحر أسفنديار رحيم مشائي ولا يريد إبعاده أو تنحيته عن منصبه، ولهذا فإن مؤيدي النظام الإيراني وبالذات من الأفارقة طلبوا التدخل وأبدوا استعدادهم لإرسال متخصص بدرجة (فقي) لطرد الشياطين التي نشرها الساحر مشائي حول الرئيس المسحور وإبطال السحر حتى يعود نجاد طيعاً مطيعاً لمرشد الثورة.