|
لندن - طلال الحربي
بإشراف صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، ومتابعة اللواء الطيار الركن مشبب السرحاني رئيس هيئة إدارة القوات الجوية والوفد المرافق له، وبحضور مساعد الملحق العسكري لشؤون القوات الجوية العميد الطيار الركن علي بن صالح القزلان، تم تخريج دفعة من المتدربين الفنيين على طائرات (تايفون)، وذلك بقاعدة كوسفورد الجوية بالمملكة المتحدة، في إطار برنامج تدريبي بالمملكة المتحدة من طيارين وفنيين يتلقون تدريبهم على أفضل التقنيات، ويشاركون متدربي القوات الجوية البريطانية على أرض الواقع؛ لينهلوا التدريب تحت بيئة تدريبية واقعية، ومن ثم يعودون إلى أرض الوطن ليقوموا بمشاركة زملائهم بالمملكة ممن سبقوهم بالتدريب لخدمة دينهم ومن ثم مليكهم ووطنهم.
وقد قُدِّم للمتدربين بالمملكة المتحدة جميع التسهيلات؛ ما انعكس إيجابا على المتدربين. وتُعَدّ الطائرة اليوم أحد الأسلحة الخطيرة والفتاكة في الفضاء الجوي؛ وذلك لما تتمتع به من المرونة الفائقة في الحركة وسهولة المراوغة والقدرة على التدخل السريع؛ ما يؤهلها للقيام بمهمات عديدة، منها الدفاع عن المنطقة المحرمة ضد أي هجوم جوي.
كما تسهم في توفير الاستطلاع الجوي التكتيكي، والقيام بعمليات تكتيكية واستراتيجية ضمن أهداف العدو المختارة، والسيطرة على الأجواء المهمة، وكذلك القيام بعمليات الإسناد بالإمدادات للقوات البرية، ومن ثم القيام بعمليات البحث والإنقاذ في السلم والحرب وإخلاء الجرحى عن طريق الجو، ونقل القوات المحمولة جواً وتمويناتها إلى منطقة الهدف بطريقة مباشرة وسريعة.
وتعتبر طائرات التايفون من الطائرات التي تعتمد على أنظمة ملاحية عالية الجودة، تُسهِّل من قدرة التحكُّم بمساراتها، وتُسهّل من عملية الطيران لدى طياريها، كما أن نظام الحرب الإلكترونية الجديد الخاص بالتايفون يميزها عمن سواها، ويعطيها قدرة للدفاع عن نفسها تحت أي نظام هجومي إلكتروني، مع إمكانية السماح باستيعاب النظم المتطورة مستقبلاً.
وعند التمعن بتقنية الطائرة وما تملكه من قوة ضاربة تجعلها تتفوق على الكثير من الطائرات القتالية الحديثة تتساءل عن كيفية تدريب الأطقم الجوية والفنية الخاصة بهذه الطائرة؛ حيث تتطلب طيارين مميزين وأطقماً فنية مميزة؛ ما جعل قادتنا يحرصون على إرسال أفضل الأطقم لبريطانيا وغيرها من الدول المصنعة للتدريب النظري والعملي المتقن؛ ليتماشى مع القيمة النوعية لهذه الطائرات.
وقد حرصت القوات الجوية الملكية السعودية على إرسال أطقم فنية مميزة للتدريب في بريطانيا؛ حيث يمر التدريب هناك على ثلاث مراحل، هي:
المرحلة الأولى: المرحلة النظرية، وهي دراسة طرق الصيانة العامة والخاصة بشكل مكثف يتطلب جهداً من أفراد الصيانة؛ ليتمكنوا من إتقان صيانة هذه الطائرات.
المرحلة الثانية: المرحلة العملية، وهي مرحلة مهمة يتم فيها الدراسة العملية على الأجهزة وعلى قطع غيار الطائرة نفسها؛ ليتمكن الفني من إتقان عمله والتوجه لأرض الميدان لممارسة صيانة الطائرة الفعلية.المرحلة الثالثة: التطبيق العملي على أرض الواقع، وهو المشاركة في إصلاح الطائرات عملياً، ومنها يكون الفرد قد تمكن من اجتياز المراحل كافة، ويُعتبر مؤهَّلاً تأهيلاً كاملاً.
وفيما يخص طياري التايفون فهناك تدريب نظري وعملي وعلى الطيران التشبيهي؛ حيث تمتلك طائرات التايفون أجهزة طيران تشبيهية عالية الجودة، تحاكي الكثير من الواقع، وتمكّن الطيار من الاطلاع على الحالات كافة التي قد يمر بها، وتساعده على كسب الكثير من الخبرات، وتسهل عليه الطيران الفعلي.