بحث علماء اللغة العربية علم الاشتقاق الذي يُعنى بتوليد المعاني من الكلمة الواحدة، بتقديم وتأخير حروفها في أبسط صورها المكونة من ثلاثة أحرف، فعلى سبيل المثال: كلمة قَرُب، هي فعل ماض، يمكن اشتقاق الكلمات التالية منها:
1ـ رَقُبَ (فعل). 2ـ بقَرَ (فعل بفتح الراء واسم بالضم مع التنوين). 3ـ بَرَق (فعل بفتح الراء والقاف واسم بسكون الراء وضم القاف مع التنوين). 4ـ رَبَقَ (فعل). 5ـ قَرُبَ (اسم) بفتح القاف وضم الراء.
فإلى جانب (قرب) هناك أربع كلمات تفيد أربعة معان مختلفة.
ولو تتبع كل منا كل يوم اللوحات التي تحملها المركبات في الشوارع وقدم وأخر في حروف الكلمة الثلاثية المكتوبة على كل منها، لوجد متعة لغوية مفيدة، وقد يجد مفارقات طريفة يروّح بها عن نفسه، كأن يحاول - مثلاً - قراءة كلمة مثل: ع هـ هـ، أو ص س ص، حيث يصعب عليه تكوين كلمات جديدة منهما.
وفي أغلب الأحيان نجد هذه الأحرف المكتوبة على اللوحات ذات معان مختلفة بتقديم وتأخير حروفها، مثل: كلمة (ب ك ر)، ق هـ ر، س ل ب.. إلخ. وأيضاً في تقديمها وتأخيرها على بعضها البعض، قد تفيد معاني جديدة، كالتالي: 1ـ ر ك ب، ب ك ر، ر ب ك.
2ـ ر هـ ق، هـ ر ق، 3ـ ل ب س، ب س ل.
وإلى هنا فالأمر لا يعدو أن يكون رياضة ذهنية في معاني الكلمات.. ولكن المرء قد يفاجأ بأنه بإعادة الترتيب (التقديم والتأخير) أن هذه الحروف (الكلمات) تفيد معاني نابية ومنافية للذوق العام، ولا داعي هنا للتمثيل لها. كما أنه من المؤسف أن يكون في التنبيه على هذا الأمر جانب سلبي أو تنبيه سلبي لإغراء البعض لأخذ المسألة أخذ السخرية والعبث ولاسيما إذا ما عرف شخص ما صاحب مركبة ما تكون حروف لوحتها بالتقديم والتأخير تفيد معنى نابياً. لذا قد يكون من المناسب أن تتلطف إدارة العلاقات والتوعية في الإدارة العامة للمرور أخذ هذا الأمر بالاعتبار لتلافي سلبياته، والله من وراء القصد.