إلى الأستاذ حمد القاضي، لا بأس أن يتجرأ طالب مثلي ليعقب على كلامك تعقيب المؤيد، لقد قرأت ما كتبتموه تحت عنوان (قراءة في سفر رسائل.. عثمان الصالح) من خلال المجلة الثقافية في عددها 339 الخميس 24-5-1432هـ، فما الذي قرأته إلا قطرة من بحر رسائل الشيخ عثمان الصالح رحمه الله. لقد منحني أخي الأستاذ بندر الصالح بأن سمح لي بمراجعة تلك الرسائل قبل الطباعة، فقرأت رسائل كثيرة غير التي في كتاب (رسائلي) فعجبت من ذلك الرجل الذي فضل العمل على الكلام، إذ لم يدع صغيرة أو كبيرة في مصلحة الوطن إلا كتب عنها، فتارة يهنئ الوزير والمسؤول على ثقة ولاة الأمر فيه، وتارة ينبه الوزير عن أمر هام داخل وزارته، وتارة يطلب إيصال الخدمات إلى بلد في أمس الحاجة لها، واطلعت على الردود التي تأتيه من الوزراء والمسؤولين، فقد كانوا يخاطبونه في منتهى الأدب والاحترام إما ملبين لمن شفع لهم من المدن أو القرى وإما مبررين له عدم تنفيذ مشروع ما، أما الشفاعات فهو يشفع لكل فئات المجتمع لا يدفعه نسب ولا يمنعه عرق بل دافعه قوله تعالى {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا} (سورة النساء 85) فحبذا لو جعلت بين أيدي الباحثين رسائله في رسائل الماجستير والدكتوراه، ولو كنت مديراً لمعهد العاصمة النموذجي لأقمت ندوة عن الشيخ عثمان الصالح في بداية كل سنة دراسية لطلاب المعهد المستجدين. ولأقمت مسابقة ثقافية بين جميع الطلاب عن الأب الروحي للمعهد، ما المانع أن نرى اسم الشيخ مكتوباً على مكتبة المعهد؟ بل ما المانع أن نرى اسمه على إحدى القاعات التي تحتضن اللقاءات العامة الثقافية والأدبية؟ لقد التقيت بالشيخ في حياته عدة مرات في عدد من المناسبات ولم أعرف شخصيته أثناء قراءتي لرسائله، ولكنني تتلمذت على رسائله.
عبدالله بن محمد العنقري - الشؤون الخاصة الملكية