Monday  30/05/2011/2011 Issue 14123

الأثنين 27 جمادى الآخرة 1432  العدد  14123

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

وضع التعاون على المسار الصحيح
بقلم: مورتن تي. هانسن وهارمينيا إيبارا(*)

رجوع

 

أعلنت شركة «سيسكو» مؤخراً عن اعتزامها تقليص هيكليتها الإدارية الموسَّعة المؤلفة من مجالس وهيئات، والتي تشكل جهازها التعاوني.

وتحدث رئيس الشركة التنفيذي جون تشامبرز عن حاجة «سيسكو» إلى «تبسيط أسلوب تنفيذ استراتيجيتنا»، فيما انتقد معلِّقون آخرون بنية الشركة البيروقراطية. ويسلِّط قرار «سيسكو» الضوء على مدى صعوبة وضع التعاون على المسار الصحيح، إذ إن الشركات غالباً ما تقع في واحد من فخّيْن:

التعاون غير الكافي:

ترتكب الشركات العاملة على شكل مجموعات منفصلة الواحدة عن الأخرى خطأ مميتاً بتحقيق أداء أدنى من الموارد التي استثمرتها. ويعزى الإحجام عن استغلال الظروف المتاحة إلى أقصى الحدود، إلى عدم استعداد المدراء أو قدرتهم على إجراء مبيعات إضافية متبادلة لمنتجاتهم وخدماتهم إلى الزبائن، أو التأثير المتبادل بين الموارد المختلفة من أجل ابتكار منتج جديد، أو مشاطرة الممارسات الفضلى لتحسين الفعالية. مثلاً، عجزت شركة «سوني» عن إطلاق نسختها من «أي تيونز» (iTunes) قبل بضع سنوات بعدما تنافست عدة أقسام داخل الشركة مع بعضها البعض.

التعاون المفرط:

تطرأ هذه المشكلة عندما يتعاون الناس في الأمور الخاطئة، أو عندما تغوص جهود التعاون في محادثات لا نهاية لها، وحين تُتّخذ قرارات توافقية لا يخضع أحداً فيها للمساءلة. قبل بضع سنوات، تُوِّجت الجهود المبذولة في العملاق النفطي «بي بي» الرامية إلى تعزيز التعاون بين أقسامها المتعددة بنجاح باهر إلى درجة أن الموظفين أفرطوا في التعاون فعلياً. وبحسب مدير تكنولوجيا المعلومات السابق جون ليغايت، «كان يجد الناس دوماً مبرراً واضحاً للاجتماعات. إنك تتشارك الممارسات الفضلى، وتقيم محادثات جيدة مع أشخاص مشابهين لك في الأفكار ووجهات النظر. إنما وجدنا أن الأشخاص يكثرون السفر حول العالم ويكتفون بمشاطرة الأفكار من دون أن يسلِّطوا تركيزهم على الأمور الأساسية». هل أفرطت «سيسكو» في التعاون واحتاجت إلى التراجع وإعادة النظر؟ سيطلعنا مدراء «سيسكو» حتماً على أسباب ذلك في الوقت المناسب.

إذاً، كيف تجد الشركات التوازن الحقيقي؟ جلّ ما في الأمر أن نعتمد «التعاون المنضبط»، كما وصفه مورتن في كتابه بعنوان «التعاون».

ويستلزم هذا الأمر من المدراء تقييم دراسة الجدوى لأي جهود تعاون بشكل صارم، وتحديد الحواجز السلوكية أمام العمل الجماعي وتذليلها، وتنظيم الحوافز، وتعزيز المساءلة.

يضطلع القادة بدور بالغ الأهمية عندما ينجحون في تطبيق ذلك. فلا يتعيَّن عليهم تنسيق الظروف الملائمة للموظفين من أجل التعاون حول الأمور الصحيحة فحسب، إنما ينبغي عليهم كذلك الأمر إظهار صلابة وحزم في توجيه جهود التعاون.

ولا يسعنا سوى أن نأمل نجاح «سيسكو» في إيجاد التعاون الصحيح في المستقبل.

(*) أستاذ إدارة أعمال في كل من كلية الإعلام في «جامعة كاليفورنيا بيركلي»، وكلية «إنسياد». وهو مؤلف كتاب بعنوان «التعاون: كيف يستطيع القادة تجنُّب الأفخاخ وإرساء الوحدة وحصد نتائج كبيرة». أما هارمينيا إيبارا فهي أستاذة سلوك تنظيمي، ورئيسة قسم علوم القيادة والتعليم في كلية «إنسياد». ومن مؤلفاتها كتاب بعنوان «هوية العمل: استراتيجيات غير تقليدية لإعادة استحداث سيرتك المهنية».

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة