|
أتشرف بمناسبة مرور ست سنوات من مبايعته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لتولي مقاليد الحكم ملكا للملكة العربية السعودية الوطنية العزيزة أن أرفع لمقامه السامي الكريم ولمقام سمو ولى العهد وسمو النائب الثاني أسمي آيات التهاني والتبريكات وللعائلة المالكة الكريمة سائلا الله عز وجل أن يطيل في عمره ويديم عليه الصحة والعافية، وأهنئ أيضا الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية بهذه المناسبة والعهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين بعد مضى سنوات خمس من توليه -حفظه الله- حيث شهدت المملكة تطورا حضاريا وتنمويا وفكريا مع المحافظة على الثوابت الإسلامية استكمالاً لنهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- في صياغة نهضتها الحضارية والموازنة بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين كان لمبادرة مقامه السامي الكريم في حوار الأديان صدى كبير على المستوى العالمي الذي أظهر مدى تسامح الدين الإسلامي وتعايشه مع كافة الأديان والمعتقدات لشعوب العالم من خلال السعي عبر المنظمات الإقليمية والدولية في السعي للتماسك والوحدة، وحل الخلافات وتنمية الحوار بين الأديان لما فيه صالح الإنسانية، وركز على منهج الاعتدال والوسطية في محاربة الفئة الضالة التي أساءت للإسلام والمسلمين، وتمكن -حفظه الله- بحكمته وحنكته القيادية الفذة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية، وفي صناعة القرار العالمي، وشكلت عنصر دفع قويا للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماتها وهيئاتها ومؤسساتها، ويواصل -حفظه الله- مع إخوانه في دول الخليج العربي السعي لرفاه منطقة الخليج العربي عبر مجلس التعاون الخليجي وسعيه -حفظه الله- لإزالة ما قد يشوب العلاقات الخليجية - الخليجية والعربية - العربية، وعلى الصعيد الإسلامي والدولي بمبادرات نجدها دائما تحظي بالقبول والترحاب , ولا تزال معطياته -حفظه الله- مستمرة ولم تقف عند ما تم تحقيقه من منجزات شاملة؛ فهو -أيده الله- يواصل من خلال مسيرة التنمية والتخطيط لها في عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار، وتعتبر هدية خادم الحرمين التي أعلن عنها في مملكة البحرين الشقيقة أثناء زيارته -حفظه الله- بعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي بن سلمان آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة وإعلانه بتقديم مبلغ مليار ريال لإنشاء مدينه طبية تتبع لجامعة الخليج العربي استمراراً للدعم السعودي لهذه الجامعة، التي أرسى دعائمها أشقاؤه قادة مجلس التعاون الخليجي انطلاقا من الدور الجليل للتعليم العالي والجامعي في تطوير المجتمع الخليجي وتوفير احتياجاته من المتخصصين والخبراء في شتى المجالات المهنية ذات الأهمية للمجتمع نحو مستقبل زاهر يكون أحد نتاجها خلق نوع من التلاحم الوجداني والوحدة الفكرية والتقدم العلمي لأفراد هذا المجتمع العزيز مما يحقق للمنطقة الخليجية الرقي الحضاري والنهضة التنموية في شتى المجالات.
واستمرار للعطاء في عهده داخلياً تحققت العديد من الأهداف التنموية الهامة وتضاعفت أعداد جامعات المملكة من ثماني جامعات إلى أكثر من عشرين جامعة، واستمر افتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات وتضاعف أعداد المبتعثين السعوديين عدة مرات إلى الخارج ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين؛ حيث بلغ العدد إلى أكثر من ستين ألف مبتعث ومبتعثة، ومؤخراً تم افتتاح جامعة نورة بنت عبد الرحمن للبنات.
وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والعديد من المدن الاقتصادية؛ منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض، وتكللت هذه الجهود المتميزة بالنجاح في الوصول إلى الأهداف المرسومة قبل سقفها الزمني المقرر لتشكل دافعاً للمواطن السعودي الكريم في الاستفادة منها، وزيادة مهاراته بالعلم لتشكيل البنية الهامة لهذه الصروح العلمية والعملية لهذا البلد وأبنائه ولازال العطاء مستمراً، أسال الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى العهد وسمو النائب الثاني والعائلة المالكة الكريمة، وأن يديم نعمة الأمن والاستقرار على ربوع الوطن الغالي.
د. عبدالمحسن بن فهد المارك -
سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين