|
الجزيرة - بندر الايداء
حذرت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين «نقاء» من تصاعد الخسائر الاقتصادية للمملكة جراء انتشار التدخين وسط المجتمع.وقال أمين عام الجمعية سليمان الصبي لـ»الجزيرة» بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي يصادف اليوم الثلاثاء أن وزارة الصحة فقط أنفقت 25 مليار ريال على علاج مرضى التدخين خلال الخمس سنوات الماضية بالإضافة إلى الخسائر الأخرى الناجمة عن تكاليف الاستيراد، وفقدان الموارد البشرية والإنفاق على برامج المكافحة وحوادث الحريق الناجمة عن السجائر والتي بلغت خلال السنوات العشر الماضية24347 حادث حريق نتج عنها 184 حالة إصابة ووفاة بالإضافة إلى الساعات التي تفقدها بيئة العمل بسبب تدخين الموظفين.
وأبدى الصبي تخوفه من تزايد هذه الأرقام في ظل توسع برامج التسويق والدعاية لشركات التبغ بالمملكة والخليج داعيا إلى إنشاء إدارة مختصة بوزارة المالية تهتم فقط بالحفاظ على ما ينفق على التبغ أو على أسوأ الفروض تقليل ما ينجم عنه من خسائر مادية مشيرا إلى أن شركات التبغ تنفذ حيل متنوعة لاختراق الأسواق والوصول إلى المستهلكين فهي تنفق أموالا طائلة على الإعلانات لاجتذاب الشباب وتشجع المراهقين من هم دون 14 عاماً للتوجه نحو منتجاتها وتستغل الشباب في الترويج لحملاتها الدعائية وتنفق عليها مليارات الدولارات للترويج للتدخين، وهذا الإنفاق الدعائي لمنتجي التبغ طغى وبحد كبير على الدعاية المضادة بنسبة لا تجد طريقها للمقارنة.
وحذر الصبي من الاستهانة بعواقب التدخين الصحية والمادية والمجتمع، وقال إن محاربته يجب أن تنطلق من داخل الأسرة، كما أن الدور المهم يقع على عاتق السلطات ووسائل الإعلام وجمعيات المكافحة ومؤسسات المجتمع المدني والمواطن نفسه. ونحن بدورنا في نقاء سنجتهد ونعمل بقدر ما نملك لمكافحة الظاهرة.وأشار الصبي إلى أن هناك دراسة محلية حول الهدر الاقتصادي قدرت الأعباء والخسائر الاقتصادية الناجمة عن التبغ بناء على تقديرات دراسة أجراها المركز الوطني الماليزي للسميات، والتي بنيت على تقديرات البنك الدولي لكلفة الهدر الاقتصادي بسبب التبغ، قدرت الأعباء الاقتصادية للمملكة، والناجمة عن الهدر في الإنتاجية والوفاة المبكرة بسبب التبغ للفترة من عام 1961م وحتى 2004م بحوالي 83 مليار ريال، كما تسبب التبغ في نحو 594 ألف حالة وفاة مبكرة، هذا بدون كلفة استيراد منتجات التبغ وما قد يتم تهريبه، فإذا ما أضيفت الكميات المهربة إلى المملكة بحسب المعدلات العالمية، سيرتفع رقم الخسارة في الهدر إلى نحو 104 مليارات ريال والوفيات إلى 743 ألفاً. أما خلال الفترة من عام 2005م وحتى 2010م، فقدر العبء الاقتصادي للمملكة بسبب الهدر في الإنتاجية والوفاة المبكرة فقط بحوالي 25 مليار ريال، وقدرت الواردات من منتجات التبغ الرسمية بنحو 13 مليار ريال، كما قدر حجم التهريب بحوالي 3 مليار ريال، أي بإجمالي خسارة اقتصادية بنحو 41 مليار ريال، وفيما يتعلق بحوادث الحريق الناجمة بسبب التدخين في المملكة فقد بلغت خلال العشر سنوات الماضية 25 ألف حادث حريق نجم عنه إصابة ووفاة 184 شخصا.